كورونا” في السجون..التكديس والإهمال والعزلة عقوبة إضافية
مع فرض الحجر الصحي في أكثر ولايات الوطن تقريبا بسبب انتشار فيروس كورونا، تعالت الأصوات المنادية بإطلاق سراح السجناء خوفا من تفشي العدوى، وأطلقت السلطات مجموعات منهم، لكن بالنسبة لمن بقوا في السجون فالوضع قاس، وعديد منهم سجناء حراك ورأي وسياسة، وعشرات منهم يقبعون في السجن منذ التسعينيات.
وبسبب الجائحة، بات العزل عقوبة إضافية للسجناء، ولم تلتفت السلطات المصرية إلى التماس للإفراج عن سجناء في السجون المكتظة، وأبقت على عديد من ناشطي الحراك في الحبس فيما تتزايد أعداد الإصابات بالفيروس في البلاد منذ فترة.
ويتحدث سجناء سابقون أُفرج عنهم مؤخرا عن مأساة داخل السجون بسبب الأوضاع غير الصحية والتكديس. وازداد الوضع الصحي، خاصة النفسي، للسجناء سوءا بعد أن قررت السلطات وقف الزيارات للسجون كأحد الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس “كورونا”. ويشير حقوقيون، أيضا، إلى أن فيروس “كورونا” انتشر في بعض السجون في العاصمة (سجن الحراش مثلا) وبعض المناطق الأخرى. ومع جائحة “كوفيد-19″، باتت مقاومة الألم أصعب من أي وقت مضى بالنسبة للمعتقلين وعائلاتهم.
لكن لا يبدو أن هناك حرصا من حكم متسلط متخبط عنيد وعناية بأوضاع السجون، بل إن خطر المرض يمكن أن يكون وسيلة لترهيب السجناء، وحتى الآن ليس ثمة أي إشارة بالالتفات إلى محنة السجناء، إذ إن الاعتبارات الأمنية أهم من الصحة العامة والرعاية، وإلا هناك حالات مرضية حرجة لبعض معتقلي الحراك والرأي تُركت بلا عناية ولا تدبير استثنائي، ولعل من أبرزهم حالة الناشط عبد الله بن نعود ووضعه الصحي يتطلب إجراء عملية جراحية ثانية لمتاعب في قلبه، ولكن لم يستفد من الإفراج المؤقت حتى الساعة؟؟
صحيفة الأمة الإلكترونية