التعقيب على ما جاء في مقابلة #عبد_المجيد_تبون اليوم بالصحافة :
مشاهدة مقابلة كهته كانت بمثابة “تجرع الزقوم و المرارة” من المستوى الضعيف الذي طغى على المشهد سواءا من المعين أو من أسئلة الصحفيين، مقارنة بمستوى الخطابة و “كاريزما الظهور” الذي كان يتميز بها خلفه طوال ثلاث عهدات الا ان نتيجة حكمه دمار شامل على كل الأصعدة و المقاييس…
لا إجابة على الأسئلة التي طرحت عليه بالشكل المطلوب ولا حتى الثباث في سياق موضوع السؤال، لا نعرف السبب حقيقة إذا كان تهرب من الإجابة أو ضعف مستواه و حنكته و فقره للخطاب السياسي المُقنع.
وقفت على عدة جمل صرح بها و أردت أن أعقب و أوضح عدة أشياء…
▪️ “قبل ما نشوف الشخص نشوف اولادو”
بخصوص الحرافيين هذا ما قاله #تبون بخصوص التعويضات بسبب الاضرار المترتبة من #كورونا، أتسائل هل فكر في أصحاب الدخل اليومي المتضرريين هل تم تعويضهم، و هل بإعادة تطرقك إلى موضوع منحة 10.000 دينار تكفي لمدة أشهر مع نفقات الغاز و الماء و المواصلات و الخ من المصاريف التي أرهقت كاهل المواطن المسحوق…!؟
و إذا كنت ترى بأن أولى أولوياتك و انظارك موجهة إلى الاولاد، بغض النظر عن موضوع المتضررين من توقفهم من العمل، هل رأيت أولاد المعتقلين السياسيين الذين لايزالوا يقبعون خلف القضبان و لولا الحراك الذي أنقذ الدولة من الانهيار على حد قولك، أليس هذا امتطاء على ظهور تضحيات الحراكيين و الشعب و خصوصاً من يقبعون في السجون في عز أزمة عالمية!
إذا كنت تفكر في اولاد المواطنيين حقاً و الإعتقالات و الملاحقات القضائية لا تزال على قدم و ساق!
▪️ “الشعب فقد لحمته…” و “يجب فصل الماضي عن اليوم”
“الشعب فقد لحمته…” أظن بهذه الجملة كان إعتراف صريح بأن الشعب الجزائري في حالة انقسام و شتات و عدم توحد كلمته، لكن أن تطرح الإشكالية بدون مناقشة الأسباب و الدوافع الحقيقية لإستخلاص الترياق لهذا الأمر فهذه الجملة شاردة و” كلام فارغ”، و من الجرأة كذلك عليك الاعتراف بأن السبب الرئيسي في هذا السِجال هو تدخل الطغمة العسكرية بقيادة صديقك الذي نصبك و محيطه هم المسؤولين عن تضليل الرأي العام ببيادق و شبه سياسيين و شبه إعلاميين طبقوا الثورة المضادة بحذافيرها كما امليت عليهم مما تسببت في فتنة كادت أن تعصف بوحدة و سلامة تراب الوطن، يجب الاعتراف بذلك و محاسبة المتسببين…
“يجب فصل الماضي عن اليوم”… بهذه الجملة لا أدري إذا كنت تقصد ماضي الجزائر مع فرنسا، أو ماضي المنظومة التي رسكلت أم ماضيك بإشتراكك في حكم و إستوزار دام عقدين من الزمن بعدة حكومات متعاقبة غرقت في الفساد و أغرقت دولة بحجم قارة و بددت أيضا أكثر من تريليون دولار و هو مبلغ يصنع المجد و الحضارة و النهضة و السيادة بل إذا أحسن استثماره يُدخل الجزائر في قائمة العشر الدول الكبرى و المتطورة في العالم…!
إذا أردت من قولك هذا جعل الشعب ينسى شراكتك في منظومة بوتفليقة و فسادها فأنت مخطئ، التاريخ عبارة عن قلم رصاص و صفحات تُكتب و لا توجد ممحاة لذلك.
▪️ ” يجب علينا صياغة الدستور دائم لأخلقة العمل السياسي”
في عز الجائحة و الآلاف تتساقط بين مصابين و موتى من الواجب تأجيل أي نقاش بخصوص هذا الموضوع و التركيز في كيفية التعامل مع إنهيار المنظومة الصحية و تآكلها ، بل من الواجب وضع إستراتيجية مدروسة و ليس كل مسؤول له دولته الخاصة في عقله و يُسير بدون الضوابط و الرقابة…
“أخلقة العمل السياسي” جملة جميلة و لكن هل تدري ماهي قواعد و الأرضية المؤهلة لهذه الخطوة!؟
انها الشرعية و دولة المؤسسات، و للأسف لن تستطيع تغطية الشمس بالغربال و تكذب و تدعي الشرعية، لأن مهزلة 12/12 كانت الملايين تملأ الشوارع رافضة لإقامة الانتخابات، أما الشق الثاني فالدولة تقريبا منهارة كلياً، لا مؤسسات دستورية تحكم بقوة القانون ولا شيئ من هذا القبيل…
كيف تتم أخلقة العمل السياسي و أحزاب الموالاة لا تزال قائمة على غرار #الأراندي و #الأفلان و باقي بما يسمى أحزاب “التعالف الرئاسي”، بل ذهبت حتى إلى تجديد المكاتب و انتخاب الأمناء العامون الجدد بخرق قانون التجمع في عزء الجائحة حلال عليهم حرام على المساجد و عودة #الحراك…!
أخلقة العمل السياسي يأتي بنجاح الحراك في إزاحة كل من له صلة بالمنظومة البوتفليقية، غير ذلك سيستمر البونديزم السياسي و البلطجة الكهولية في النشاط الحزبي، النقابي و السياسي بالعموم…!
▪️ ” ترشحت باسم الشعب الجزائري و رفضت الانضمام إلى أي حزب”….!
قبل تاريخ إعلان ترشحك بتاريخ 26 سبتمبر 2019، لم نسمع بدعوات من الشعب الجزائري أو من المجتمع المدني و تنظيماته تطالب ترشحك، بل من أطلق هذه النداءات هي الحركات الفيسبوكية التي فشلت في نيل حتى الاعتماد و شكرها نظير تقديم خدماتها الجليلة في تطبيق املاءات #واسيني_بوعزة و #القايد_صالح و مجموعة من الجهلة الذين كانوا متأثرين بخزعبلات و أساطير الشخصية الوهمية #محمد_الوالي و دجالي #الجبهة_الشعبية_لإنهاء_الوصايا_الفرنسية ، لم يكن النداء من الشعب بل كان من بعض المراهقين السياسيين و أصحاب المصالح الشخصية و حتى من يدعون الوطنية و صفة المؤرخين.
أما قضية عدم تحزبك بالارشيف يكذب ذلك و أقرب مثال هو حضورك في الصفوف الأمامية أمام كاميرات وسائل الإعلام تصفق لخطاب #عمار_سعيداني الشهير الذي لقب الجنرال توفيق بالحراز…!
أنت متحزب في حزب #جبهة_التحرير_الوطني منذ سنة 1969!
▪️ سيكون نصيب المحروقات من الدخل الوطني اقل من 20 بالمئة قبل نهاية منتصف2021″
بإنهيار الاقتصاد و تحطمه كليا نتيجة رعونة منظومة الحكم المستمرة التي بددت أموال طائلة، في خِضم إنهيار أسعار البترول و تآكل إحتياطي الصرف و عجز الميزان التجاري و زيادة نسبة التضخم و كل هذه التراكمات من سابع المستحيل تحقيق ذلك، إذا قمنا بعملية إسقاط صغيرة على خطة إنقاذ الاقتصاد الأمريكي في سنة 2007 / 2008 و التي صاغها #باراك_اوباما فكانت إنقاذه و إعادة إقلاعه من جديد بصعوبة بالغة بالرغم من قوة الاقتصاد الأمريكي المهيمن على العالم و تنوعه.
بكل تأكيد لا مجال للمقارنة و شتان بين الثرى و الثريا و لكن في ظِل هذا العجز و الانهيار، بربك كيف يكون نصيب المحروقات من الدخل القومي أقل من 20 بالمئة في ظرف وجيز جدا بدون اتضاح الرؤيا و الوضعية إزاء الجائحة و طول أمد هذه الأزمة التي هي باقي و تتمدد!؟
أليس هذا ضربا من الخيال؟
متشوق جداً للإطلاع على خطتك هذه التي هي “عصى موسى” التي تصنع المعجزات!
في الأخير أقول كلمة بإيجاز…
اللقاء مسجل كالعادة كان أسوء و ضعيف من حيث أسئلة الصحفيان، لم يأتي بأسئلة تجبر تبون على طرح حلول، بل كان لقاء لمناقشة شعبوية و خطابات استهلاكية موجهة للشعب مع الخروج من سياق السؤال متبوعا بالضحك بين الفينة و الأخرى، مفتقرا لكاريزما رئيس الجمهورية!
الصحفي عبد المنجد خلادي
الصحفي عبد المنجي خلادي