إرادة الصمود أقوى، وإرادة الأحرار أبقى..

غاصت قدماه في الرمال، ما كان يعرفه إلا قلة، ما اهتم يوما ببريق الإعلام ولا بسحر الأضواء، تعرفه الصحراء برمالها ووهجها وأشعتها الحارقة، لم يستوحش بالقلة ولا علق نضاله بالجموع، عدالة قضيته تكفيه وصدق توجهه أغناه..هذه قصة الناشط الحر الأصيل “أحمد سيدي موسى” من مدينة “تميمون” ورفيقه في الحراك “ياسر قادري”..اعتقلوا وحوكموا والُتمس في حقهم (10) سنوات سجنا؟؟ أرقام فلكية يطيش لها العقل، وقد أُدين الناشط في الحراك الشعبي  “أحمد سيدي موسى” و”ياسر قاديري” بستة (06) أشهر حبس، منها ثلاث أشهر نافذة نافذة..

عمق الصحراء الهادئ الوديع كيف له أن يتحرك و”يعبث” بالولاء المقيم؟ يريدونه خاضعا خانعا، كما أحبوا رُؤيته دائما وانبسطوا كثيرا بهذا السكون، ورعوه وسقوه، لكنهم وجدوا في جيل الحراك طينة مختلفة ليس سهلا إخضاعها ومن عود صلب لا ينكسر.

“أحمد سيدي موسى” (وصاحبه “ياسر قادري”) تجاوز اسمه قصة الشخص إلى رمز لموقف، ولحال البلد، وللحراك السلمي الضاغط، فكل حركات التحرر في العالم بدأت فسماها محاربوها: حركات تمرد وفتنة، حركات ملومة، مستهجنة مذمومة، لأنها لا تعترف بالسلطة الجائرة القائمة..وهكذا كل الزعماء الأحرار والأفذاذ دائما شوه الظلمة سمعتهم ولكنها ستشرق كالشمس رغم الظلام، وستدخل أسماؤهم التاريخ أحرارا تُصاغ لهم أوصاف التبجيل، وعند الله قدر المؤمنين منهم عظيم.

والمستبدون يدركون أهمية الاعتقالات والسجون والأحكام القضائية الجائرة، فهم لا يستمرون في الحكم إلا بنشر الذعر والترهيب والقبضة الأمنية، ويُكثرون من أنواع وأشكال التخويف لإسكات صوت الحق والحرية.. “أحمد سيدي موسى” تتجلى فيه همة الرجل، رغم أنه في قلة من عدد، له عذره في طلب العافية والتهرب من مواجهة الجائر عليه وتحدي الظالم، ولكن كانت له إرادة كالجبال، إرادة فقدها أولئك الذين يمكنهم أن يتحلوا بكل السمات والمزايا، أصحاء آمنون مترفون، ولكن نقصتهم همة الرجال.

صحيفة الأمة الإلكترونية