لماذا أنا متفائل؟
على عكس الكثيرين هذه الأيام، أنا متفائل أكثر من أي وقت مضى بمستقبل الجزائر فرغم كل ما يحدث أو يُحدث في الآونة الأخير فالشعب قد فاز بالمعركة الأكثر أهمية و هي معركة الإدراك la conscience فالمصيبة الكبرى التي مكنت النظام في الماضي من التحكم في الشعب و تغيبه كليا من الساحة السياسية كانت ببساطة عدم إدراك الشعب بذاته الحقيقية. فقد عمل النظام منذ الإستقلال على عرقلة نمو الإدراك الشعبي و توجيهه نحو السلبية و الشعور بالذنب. لذلك نرى اليوم أن أزلام النظام الإعلامية و شبه المثقفة تحاول بشتى الطرق إعادة الشعب إلى الحضيرة الفكرية و تحميله مسؤولية الإخفاق و الفشل السياسي للنظام عبر مقولات “شعب ما يفهمش” و ما شابه. فمثل هذه العبارات كان لها تأثير سلبي كبير على نفسية الشعب و سببت له نوعا من الشلل الإجتماعي و النقص النفسي. لكن الحراك و في بضعة أشهر قلب كل الموازين و أظهر للشعب الجزائري ذاته الحقيقية و روحه الحضارية (سلمية سلمية) و وجهه الإنساني (خاوة خاوة). الحراك برَّأ الشعب من فشل النظام و أعاد للجزائري كرامته و مكانته العليا أمام شعوب العالم. لذلك أنا متفائل. فلولا جلل وباء كورونا ما توقف الحراك و أحرار البلاد لم يسكتوا و إنما أُسكِت صوتهم في السجون و تحت القمع و الإضطهاد. لكن و رغم كل هذا فالجميع الآن مدرك أن الشعب يريد التغيير و لا يتحمل الوضع السائد إلاّ مكرهاً. أما خرافات الماضي فقد ولى زمانها و بعابع الأيادي الخارجية أو العلمانية أو الثيوقراطية لم تعد تخيف حتى الأطفال فالشعب الآن يدرك و الإدراك أول خطوة للدراية و الدراية أو خطوة للإرادة و إذا ما الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن تستجيب له الأقدار. لذلك أنى الآن متفائل و مؤمن أكثر من أي وقت مضى بقدرة شعب الجزائر على صنع المعجزات.
كريم نايت أو سليمان