أيَ حكم هذا؟… يتولى إدارة حياتنا من يذلنا ويتمرغ في أوحال الفوضى والتخبط والصراعات الداخلية…يكيد بعضهم لبعض ويتعاركون، ثم يحدثونك عن مؤامرة بصيغة المُبهم المجهول؟ وهل ثمة مؤامرة على الشعب أكبر وأخطر من ظلمات النظام القديم المتجدد؟..
فجأة استفاقوا على حرائق الغابات وشحَ المياه ونقص السيولة، هكذا كأنما أُخبروا بواقع الحال بعد غفلة، أو يعيشون في كوكب آخر لا يعلمون شيئا عما يحدث في أرضهم وديارهم، وكأنهم خُدعوا وضُللوا، وهم الطيبون البريئون من كل مكر وكيد؟؟؟
الحديث عن المؤامرة وإن كان بدافع التبرؤ والتنصل إلا أنهم أثبتوا به الحقيقة التي يتسترون عنها، أن الصراعات أكلت بعضهم بعضا، وأن الدولة في مهب الريح يعبث بها المغامرون والمتعطشون للحكم ولو على خراب البلد…بيان المؤامرة ورطهم من حيث كانوا يحسبون أنهم يُحسنون صنها ويُبرئون ساحتهم، فما عاد بإمكانهم التستر طويلا، ولا التخفي بعيدا، كل ما فعلوه في هذا البيان أنهم خلعوا قميص عثمان وألبسوه مجهولا مبهما وأصابعهم مُعلقة فيه..ثم صاحوا: إننا برآء من دم عثمان!!
يتصارعون ويتقاتلون والأجرم من كل هذا أن يحشروا الشعب المسحوق في معاركهم المستنزفة ويتخذونه وقودا لحروبهم المشتعلة منذ فترة، وأي جرم هذا أن تُغيَب الشعب من القرار والمشاركة، ثم تحارب به خصوما وأجنحة في الحكم، فتزيده عذابا على عذاب….ألا يكفي اضطهاد الشعب وسحقه حتى تكوونه بنيران حروبكم حول من يحكم ويسيطر فعليا على القرار، وهم بهذا يقذفون البلد إلى الجحيم ولسان حالهم يردد: الحكم إلى الأبد أو نحرق البلد..
صحيفة الأمة الالكترونية