ما لكم كيف تحكمون… وبأي منطق تفكرون؟
كتب بواسطة :د. سليم بن خدة
الذين شيطنوا الحراك الشعبي وقفوا في صف الاستبداد وسوغوا للظلم والعسكرة وبرروا القمع والاعتقالات وتكميم الأفواه وروجوا للخديعة والتدليس وزكوا خريطة طريق “أحب من أحب وكره من كره” وشهدوا الزور وشاركوا في انتخابات التمديد للنظام القديم بواجهة هشة، هؤلاء يجتمعون اليوم من أجل الإصلاح والتغير!!!
بربكم أي إصلاح تنشدون من منظومة الفساد والاستبداد من دون سند شعبي؟ ومن يصلح من؟وأي تغير تطمحون إليه وأنتم منفصلون معزولون عن الشارع؟ وهل أظهرت السلطة الفعلية أي قرينة، ولو صغيرة، توحي بإرادة سياسية للتغبير لصالح السيادة الشعبية والقطيعة مع نظام الفساد والاستبداد؟ إنه الوهم والأمانيَ…
والنوايا حتى وإن كانت حسنة لن تغير شيئا من الواقع، ولن يتم أي تغيير من دون سند شعبي وضغط الشارع… وقد ضيعتم الفرصة أول مرة للوقوف مع شعبكم التواق للحرية والكرامة في أثناء حراكه المبارك الحضاري، وها أنتم تعيدون الكرة وتقفون في المكان الخطأ، وتؤيدون استبدادا ضد استبداد، حتى لكأنكم كتيبة مقاتلة في حرب العصب، يستخدمكم الأقوى والغالب، حتى إذا ضعف في وقت لاحق، غادرتموه والتحقتم بالأقوى، ظرفيا، وهكذا، حصرتم مهمتكم في تزيين سلطة الواجهة وتحولتم إلى أداة طيَعة بيد الأقوى..
أما آن الأوان، والكلام هنا موجه للمغفلين، أن تتعظوا من الدروس القاسية المريرة، من اصطففتم خلفه سنة كاملة، أصبح، اليوم، خائنا في منطق الجناح الغالب، فهل من بقية عقل ومنطق ومروءة؟؟ ما لكم كيف تحكمون وبأي منطق تفكرون؟