كانت فكرة سيئة
الذي نصح تبون باستقبال صحافي نيويورك تايمز والحديث إليه لثلاث ساعات ونصف كان يسعى إلى تحسين تلك الصورة القاتمة التي رسمتها الصحيفة ذائعة الصيت للسلطة الجزائرية، وربما اعتقد أن الصحافي الذي يعمل من باريس ويعرف إفريقيا جيدا، سينشر الحوار على طريقة وسائل الإعلام الفرنسية التي تتناول الشأن الجزائري بطريقة مختلفة تماما لأسباب تتعلق بالسياسة أولا وأخيرا.
اختارت نيويورك تايمز الخامس أكتوبر لنشر المقال ولتقدم ما يجري في الجزائر على انه فرصة أخرى للتغيير يجري إجهاضها كما يشير إلى ذلك بوضوح العنوان، وفي المقال صورة سيئة عن الوضع، وعن سلطة يمثلها رئيس يدخن بشراهة ويتحدث عن الحراك بازدراء ويردد كلاما مستهلكا عن إسقاط صفة الصحافي عن خالد درارني.
الذين يقرأون المقال في العالم، وهو موجه إلى غير الجزائريين بكل تأكيد، سيجدون ردودا على كل ما قاله تبون الذي يصفه المقال بأنه قضى معظم مساره في النظام الذي يزعم السعي إلى تغييره، وسيعرفون أن الصحافي المسجون الذي يراد له أن يفقد صفة الصحافي أجرى مقابلة تلفزيونية مع تبون نفسه، ومع الرئيس الفرنسي أيضا.
مقال نيويورك تايمز اليوم يقدم بخلاصة واضحة، إن النظام الذي انتفض الجزائريون ضده باق ويتمدد، وأن في الجزائر اليوم سرديتان، سردية تبون الفوقية وسردية الجزائر القادمة من الشارع، وكل هذا الفصام يضع البلاد أمام المجهول في ظل أفق قاتم ترسمه مؤشرات اقتصادية لا تبشر بخير.
تستطيع أن تقول ما تشاء لكن العصر الذي نعيش فيه يتيح مزيدا من فرص الفرز والتمييز بين الحقائق، وقد يحدث أن تزيدك محاولات تلميع صورتك في الخارج غرقا، وهذا ما حدث لتبون مع نيويورك تايمز.
لقد كانت فكرة إجراء هذا الحوار سيئة.