في مثل هذا اليوم من العام الماضي، ثبث الإنقلاب العسكري على الجزائر و حراكه بمناورة خبيثة رسمت من قبل الإمارات و فرنسا و باقي الدول التي لها مصلحة في إعادة الرسكلة حفاظاً على مصالحها الاستراتيجية و جسدت على أرض الواقع من الطغمة العسكرية بأنامل السذج و أصحاب هوس القومية العربية و منهم من دفعوا إلى مكاتب اقتراع العار بعدما أقنعهم ذباب الواقع و المواقع و زنادقة الإعلام بحجة المحافظة على الأمن و سلامة الحدود من أي محاولة غزو من الأعداء “الوهميين”.
إن من الخزي إستمرار هؤلاء القوم التشبت بالوهم و الأكاذيب و إنتظار رجوع معينهم أو بتحقيق نبؤات القط المجهول الذي أضلهم السبيل ، عوض الاعتراف بأن الحراك كان على حق ولايزال، و انه ترياق شافٍ كان سيقضي على سرطان نخر الوطن و الأمة طوال عقود طويلة.
قادمة هي الأيام لأروي تفاصيل ذاك اليوم الذي عشت فصوله سجين بين القضبان، تنتظر فقط تلك اللحظة التي ينشر فيها خبر إلغاء إنتخابات العار إستجابة لمطالب الملايين من الحراكيين و الذين تجاوزت أعدادهم ثلاث ارباع الهيئة الناخبة، أن تنتظر خبر ينسيك شهرين و نصف من السجن في آخر المطاف تنام على خيبة أمل.
هو يوم كان أتعس و أحزن أكثر من لحظة صعودك بمفردك نحو جناح الإحتباس.
قادمة هي الايام كذلك لأكتب عن فرحة السجانين بمرور إنتخابات العار و تنصيب دمية الجنرالات قائلين لي “إنتصرنا عليكم” و “القايد صالح الذي تكرهونه أنقذ البلاد” ، و كأن كبارهم هم أنبياء منزلين، صعب انك تعيش معاملة اللاجئ و نظرة كأنك شخص يريد الدمار لوطنه.
مات الذي عبدوه و ادخلهم مزبلة التاريخ إلى غاية نفق مظلم لا نعرف كيف يكون مآله إذا إستمرت عبوديتهم و خضوعهم للطغاة…!
لم يتغير شيء، بل كان لمن شارك معهم بغمس أنامله في تلك القرورة الزرقاء اللعينة عن قصد أو غير قصد كتابة إسمه بمفرده في سجلات الخونة الذين باعوا شرفهم بالمجان.
عام على الخذلان، عام على الخديعة، عام على تثبيث الإستعمار و العبث بأمانة الشهداء الأبرار و بيعها بأبخص الأثمان، لم يتغير شيئ بل زادت السفينة غرقاً.
قضية أمة ، امل الملايين لن يذهب جزافاً، سترجع الكلمة للشعب ولا بديل عن الإستقلال و الحرية.
الحراك مستمر ، دولة مدنية ماشي عسكرية.
الصحفي عبد المنجي خلادي