لندن ـ الجزائر – خدمة قدس برس
شكك ديبلوماسي سابق وسياسي جزائري معارض في جدية المعلومات التي تتحدث عنها السلطات الرسمية الجزائرية عن خطر الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء، ووصف الأنباء المتداولة حول خطر القاعدة في هذه المنطقة بأنه “معلومات مضللة” هدفها توفير الغطاء الأمني لاستقدام القوات الأمريكية إلى المنطقة و”فزاعة أمنية” لتبرير السياسات القائمة.
واتهم الديبلوماسي السابق والعضو المؤسس لحركة “رشاد” الجزائرية المعارضة محمد العربي زيتوت في تصريحات خاصة لـ “قدس برس” جهات نافذة في الاستخبارات الجزائرية بـ “التضليل والتهويل” في ملف الحرب على الإرهاب، وأشار إلى أن ذلك يندرج ضمن سياسة متكاملة منها جلب الأمريكيين إلى المنطقة، وقال: “هناك مبالغة كبيرة في الخطر الإرهابي بمنطقة الساحل والصحراء ، والمعلومات الواردة بهذا الخصوص فيها الكثير من التضليل والتهويل من المخابرات الجزائرية التي تعمل على تهيئة المناخ لاستقدام القوات الأمريكية إلى المنطقة، وفقا للعقيدة الأمريكية القائلة بأنه أينما كان الإرهاب فلا بد من محاربته واستئصاله في مكانه حتى لا يأتي إلى نيويورك مرة أخرى”.
وحسب زيتوت فإن الأمر يندرج ضمن استراتيجية أمنية متكاملة، قال عنها: “التخويف من الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء هو استراتيجية للمخابرات العسكرية، ولا أقول النظام الجزائري ككل، لأن هناك أطرافا في النظام لا يفهمون حقيقة ما يجري في الصحراء ويكتنف الغموض كثيرا من الأعمال التي تجري هناك، ذلك أن الجماعات المسلحة الموجودة في تلك المنطقة أغلبها صناعة من الاستخبارات الجزائرية لها مجموعة أهداف أهمها:
1 ـ استراتيجية المخابرات القائمة على تهويل الإرهاب لاستمرار تبرير السياسات التي تخنق المجتمع وتمكنهم من السيطرة على الدولة.
2 ـ ابتزاز الدول الضعيفة في المنطفقة والدول التي لها مصالح في المنطقة، والظهور بمظهر النظام الذي يدافع عن أوروبا من الخطر الإرهابي القادم من الجزائر.
3 ـ استخدام القوات الأمريكية للدفاع عن النظام في حال أي انتفاضة شعبية ضده”.
وأضاف: “هذا بالإضافة إلى عنصر المتاجرة بالمخدرات الذي يدر حسب تقارير أمريكية مؤكدة ما يفوق المليار ونصف المليار دولار أمريكي في العام الواحد في السنوات الأخيرة، وهو مصدر مالي ضخم لبعض كبار ضباط المخابرات الجزائرية، الموجودة في قلب الجماعات المسلحة في الصحراء دعما وتوجيها ورعاية”.
واتهم زيتوت السلطات الجزائرية بإخفاء المسؤول عن اختطاف السياح الجرمان (33 سائحا من ألمانيا وإسبانيا وسويسرا اختطفوا عام 2003، وأطلق سراحهم بعد دفع مبالغ مالية ضخمة تقول بعض المصادر إنها في حدود 10 مليون يورو) عبد الرزاق البارا وقيادي الجماعة المسلحة حسن حطاب، وطالب بمحاكمة البارا محاكمة عادلة يحضرها مراقبون حقوقيون، وقال: “ما يؤكد أن الجماعات المسلحة في منطقة الساحل والصحراء أغلبها له علاقة بالاستخبارات الجزائرية، هو عبد الرزاق البارا، الذي خطف السياح الألمان، وهو يوجد الآن في شقق تابعة لفندق “الأوردة الذهبية” في قلب منطقة بن عكنون في الجزائر العاصمة بمعية قائد الجماعة المسلحة التائب حسن حطاب، وأنا أتحدى السلطات الجزائرية أن يقدموا عبد الرزاق البارا إلى محاكمة علنية تحضرها جهات حقوقية وطنية ودولية”، على حد تعبيره.
وكانت الجزائر قد استضافت الأسبوع الماضي قمة الساحل بمشاركة مالي وبوركينافاسو وليبيا وموريتانيا والنيجر والتشاد بالإضافة إلى الجزائر، لدراسة حقيقة الوضع الأمني في المنطقة وإعادة تشكيل تكتل أمني لدول الساحل لمحاربة ”التحالف القائم بين القاعدة وشبكات إجرامية في المنطقة”.