لندن ـ خدمة قدس برس
ندد القيادي في حركة “رشاد” الجزائرية المعارضة الديبلوماسي السابق محمد العربي زيتوت بما أسماه “النفاق السياسي” للحكومة الجزائرية إزاء تعاملها مع عدد من القضايا العربية والإسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية واحتلال العراق، وبطبيعة التنسيق القائم بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية في مجال مكافحة الإرهاب، الذي قال بأنه “ضرب للسيادة الجزائرية في العمق وأعادها إلى عصور الاستعمار المظلمة”.
وأعرب زيتوت في تصريحات خاصة لـ “قدس برس”، عن أسفه لما تضمنته بعض وثائق ويكيليكس حول مواقف الحكومة الجزائرية من عدد من القضايا العربية المركزية، وقال: “لقد أثار دهشتنا واستغرابنا الشديدين في حركة “رشاد” كم المعلومات الهائل الذي أوردته بعض وثائق موقع ويكيليكس الأمريكي حول حقيقة الموقف الجزائري الرسمي من قضايا فلسطين والعراق والصحراء الغربية والإرهاب بشكل يكشف طبيعة النفاق السياسي الذي كانت تمارسه الحكومة الجزائرية لأنها تظهر ما لا تبطن”.
وأضاف: “لقد كشفت وثائق ويكيليكس النقاب عن أن الجزائر أيدت الموقف المصري من حصار غزة، وأكدت أنها لو كانت محل مصر فإنها ستقف ذات الموقف، ونقلت ذات الوثائق أن الجزائر طالبت أمريكا بأن تساوي بين الدولتين الفلسطينية (والصحراوية)، وطالبت أمريكا بالبقاء في العراق، كما أن ذات الوثائق تحدثت عن أن التنسيق بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية في سياق مكافحة الإرهاب تجاوز افتتاح مكاتب لأجهزة الاستخبارات الأمريكية إلى السماح للطائرات الأمريكية بالتجسس على الجزائر”.
ووصف زيتوت هذه الوثائق بأنها “خطيرة للغاية” وبأنها انعكاس “للنفاق السياسي” الذي تمارسه الحكومة الجزائرية، وقال: “نحن في “رشاد” نعرب عن أسفنا لهذا الكم الهائل من المعلومات التي تكشف نفاق الحكومة السياسي التي تظهر ما لا تبطن، فالموافقة على حصار غزة والمطالبة ببقاء العراق تحت الاحتلال والمساواة بين القضية الفلسطينية و(الصحراء الغربية) وفتح الأراضي والأجواء الجزائرية للاستخبارات الأمريكية كلها مواقف صادمة ومتناقضة مع الموقف الرسمي المعلن للداخل الجزائري والخارجي العربي، وهي بالتأكيد مواقف خطيرة تهدد أمن وسيادة الجزائر، وتتناقض مع تاريخ الثورة الجزائرية الرافض للاحتلال”، على حد تعبيره.