لندن ـ خدمة قدس برس
وصف العضو المؤسس في حركة “رشاد” الجزائرية المعارضة الديبلوماسي السابق محمد العربي زيتوت الاحتجاجات الاجتماعية التي تشهدها الجزائر هذه الأيام، بأنها “ثورة المعذبين والمسحوقين في بلد الشهداء”، وأكد أن أحداثها بما فيها من جرحى قتلى ومعتقلين تؤكد أن الصلة بين النظام والمجتمع قد انقطعت بشكل كامل.
وأوضح زيتوت في تصريحات خاصة لـ “قدس برس” أن ما يؤكد عمق الهوة “التي وصفها بـ “السحيقة” بين النظام والمجتمع، أن رموز الاحتجاجات هم الشباب الذين عاشوا في ظل نظام حالة الطوارئ، وقال: “هذه ثورة المعذبين والمسحوقين في بلد الشهداء، ونحن نبارك غضبة وانتفاضة وثورة المعذبين والمسحوقين في الجزائر، التي أثبتت أن هذا النظام فقد أي علاقة له بالمجتمع وبإدارة الدولة وبفهم الشعب، فالجزائر تعيش منذ أكثر من عقدين تحت قانون الطوارئ وسياسة تدمير الدولة والمجتمع والأحزاب والحركات والأسرة مما أنتج فراغا شاملا، ولذلك لما جاءت هذه الهبة جاءت بهذا العنف”.
وحمل زيتوت النظام مسؤولية أي تجاوزات جرت في الاحتجاجات، وقال: “نحن إذ نتأسف لأي أحداث شغب إلا أننا نتفهم أسبابها ونحمل النظام المسؤولية الكاملة عليها، لأن هؤلاء الشباب هم ثمرة حالة الطوارئ، ولذلك توجه غضبهم إلى كل ما يشير إلى الدولة”.
وأكد زيتوت أن الجزائر بعد أحداث 5 كانون ثاني (يناير) لن تعود كما كانت قبلها، وقال: “لن تكون الجزائر في المستقبل كما كانت قبلها، فلن يستطيع الجنرالات أن يقتلوا الجزائريين ويعذبوهم تحت شعار مكافحة الإرهاب، فعالم اليوم تغير وعالم الاتصال لم يعد يسمح لهم بأن يقتلوا في صمت بعيدا عن أعين العالم. إن هذا النظام الذي شاخ سياسيا وماديا لم يعد قادته يفهمون حقيقة ما يجري من تحولات جوهرية”.
ودعا زيتوت النخب السياسية ونشطاء المجتمع المدني إلى لقاء وطني لإنقاذ الجزائر، وقال: “نحن ندعو كل الطبقة السياسية والاجتماعية والمدنية الشريفة على الأرض من حركات سياسية ونقابات ومنظمات مجتمع مدني إلى أن تتنادى إلى اللقاء من أجل إنقاذ الجزائر، وأن يكون مطلبها رحيل هذا النظام واستبداله بنظام راشد يمهد لتأسيس مجتمع الرشاد ودولة الرشاد”.
وأشار زيتوت إلى علاقة التأثير المتبادل بين الأحداث التي تشهدها تونس والجزائر، وناشد قادة النخب السياسية تجديد الدعوة إلى قيام المغرب الكبير، وقال: “ما يحدث في تونس أيضا هو دليل أن ما يحدث فيها يؤثر في الجزائر والعكس صحيح، وهو دليل أيضا على أن الوقت قد حان في تونس لرحيل العصابة الحاكمة فيها وتسليم زمام الأمور إلى أبناء تونس الأحرار، وفي هذه الظروف نجن ندعو إلى قيام المغرب الكبير بدوله الخمسة لكي يكون دولة واحدة لأننا شعب واحد، ولا ينبغي أن نظل منقسمين على دويلات الطوائف، وهذا مطلب استراتيحي يجب العمل على تحقيقه وإن بعد حين”.
وحذر زيتوت النظام الرسمي في دول المغرب العربي من مغبة الاستمرار في الاحتماء بالغرب، كما دعا الدول الغربية إلى الانتباه إلى أن ما يحمي لها مصالحها في المنطقة هو النظام الديمقراطي وليس الاستبدادي، وقال: “الآن وقد ثبت من ويكيليكس أن الغرب يتعامل مع النظام المغاربي الرسمي كمجموعة من العملاء يحتقرونهم ويكتب عنهم أنهم حكومات أشبه بالعصابات المافيوية، فقد آن لهؤلاء أن يتوقفوا عن هذه الخيانة والعمالة، وآن لهذا الغرب أن يتوقف عن التعامل المزدوج وأن لا يدعم الاستبداد، ونذكره بأن مصالحه في المنطقة لن تكون محمية بالاستبداد وإنما ستكون أكثر حماية مع شعوب تحكمها أنظمة ديمقراطية تراعي المصالح المشتركة”، على حد تعبيره.