لندن – الجزائر ـ خدمة قدس برس
توقع العضو المؤسس في حركة “رشاد” الجزائرية المعارضة، محمد العربي زيتوت، أن يستمر النظام الجزائري في معاكسة الثورة الليبية وإرباكها ومحاولة تشتيت جهودها، بعد أن تمكنت من دخول العاصمة الليبية طرابلس وإنهاء حكم القذافي لليبيا. ووصف ذلك بأنه “دفاع عن النظام ومنعا لانتقال الثورة الشعبية إلى الجزائر”.
ورأى زيتوت في تصريحات خاصة لـ “قدس برس” أن النظام الجزائري هو أكبر الأطراف الإقليمية والدولية الخاسرة من سقوط نظام العقيد القذافي، وقال: “لا شك أن أكبر الخاسرين من سقوط القذافي هو النظام الجزائري الذي وضع بيضه كله في سلة الدفاع عن نظام القذافي الإجرامي، وهو يعتبر أن هزيمة القذافي هي هزيمة له، ولذلك فإنه سيعمل على تحجيم القوى الجديدة في ليبيا وإرباكها وعرقلة عملها من خلال خلق اشكاليات لها على كافة المستويات الإقليمية الدولية بما في ذلك جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي من خلال فتح جبهات متعددة لإفشالها وإشغالها عن أهدافها الرئيسية”.
وأضاف: “النظام الجزائري راهن على دعم القذافي ليس حبا فيه، فالعلاقات بين النظامين لم تكن على ما يرام منذ اغتصاب القذافي للسلطة، ولكن لأن النظام الجزائري يرى في نجاح الثورة الليبية خطوة متقدمة باتجاه الثورة الشعبية المرتقبة في الجزائر”.
ودعا زيتوت الثوار الليبيين إلى عدم توفير الفرصة للنظام الجزائري باستهداف الثورة الليبية والتأكد من المزاعم التي تتحدث عن اعتداء على سفارة الجزائر بطرابلس أو على الجزائريين المقيمين في ليبيا، وقال: “شكوى النظام الجزائري أمس الاثنين (22/8) مما أسماه الاعتداء على سفارة الجزائر في طرابلس وحديث صحافته عن الاعتداء على الجزائريين بما فيها اختطاف بعض الجزائريات واغتصابهن هو جزء من خطة متكاملة لشحن الشعب الجزائري ضد الثورة الليبية. طبعا نحن لا نصدق النظام في ادعاءاته، لكن هذا لا يحول دوننا ودعوة الثوار إلى عدم توفير المبرر للنظام الجزائري لاستهدافهم وشحن جزء من الجزائررين ضدهم، وأن يحافظوا على الجزائريين والجزائريات كما يحافظون على أنفسهم وأبنائهم، أولا لأن الحفاظ على النفس البشرية واجب شرعي وثانيا لأن الشعب الجزائري في مجمله يقف إلى جانب الثورة الشعبية المباركة في ليبيا، وثالثا ترك القضاء العادل يأخذ مجراه بالنسبة لكل من يُزعم أنه كان إلى جانب القذافي من الليبيين وغير الليبيين، كما يجب الحفاظ على السفارة الجزائرية لأنها أرض جزائرية وفق المواثيق الدولية بغض النظر عن النظام القائم حاليا”.
على صعيد آخر استبعد زيتوت أن يكون الحشد العسكري الجزائري على الحدود مدخلا للتوغل في الأراضي الليبية، لكنه قال: “لقد زاد النظام الجزائري من حشد قواته العسكرية والأمنية على الحدود مع ليبيا، لكنه لن يذهب في ذلك بعيدا بالنظر إلى الموقف الغربي الذي يخشاه،وهو الداعم الآن للنظام الجديد في ليبيا. ولكنه قد ينجح في إقناع الغرب بمزاعمه الدائمة من أنه يحارب الإرهاب ومن أن دوره في الحدودمع ليبيا يكمن قي حماية المنطقثة من القاعدة ومن دخول السلاح إلى الجزائر والدول المجاورة”.
وختم قائلا: “أحيي الثورة الشعبية المباركة في ليبيا التي دكت الاستبداد، وحطمت نظام القذافي الذي استعبد الليبين واستضعفهم لما يزيد عن أربعين عاما”، على حد تعبيره.
وفي الجزائر ذكر مصدر إعلامي رسمي أن الاتحاد الأفريقي دعا اليوم الثلاثاء (23/8) إلى عقد اجتماع لمجلس السلم والأمن على مستوى رؤساء الدول، الجمعة المقبل (26/8) في اديس ابابا لبحث الوضع في ليبيا التي سيطر المتمردون على القسم الأكبر من عاصمتها طرابلس، حسب مصدر رسمي.