لندن ـ خدمة قدس برس
أكد العضو المؤسس في حركة “رشاد” الجزائرية المعارضة الدبلوماسي السابق محمد العربي زيتوت، أن النظام الجزائري ليس محايدًا في الشأنين التونسي والليبي، وأنه يسعى من خلال عدة وسائل إلى بث الفوضى والرعب لإجهاض الثورة في كل من تونس ليبيا.
وذكر زيتوت في تصريحات خاصة لـ “قدس برس” أن السلطات الجزائرية عززت من طاقمها الاستخباراتي في تونس، لإرباك الثورة من الداخل والالتفاف عليها، وقال: “لقد أكدت منذ بداية الثورة في تونس أن النظام الجزائري سيعمل على إفشال الثورة في تونس وليبيا، وقد تأكد لدينا اليوم أن النظام الجزائري عزز من طاقمه الاستخباري داخل السفارة الجزائرية في تونس، ومن العملاء له على الأرض، وأنه يعمل على إرباك الوضع في تونس على عدة مستويات من بينها: الأول أنها تدعم القوى المقربة منها في تونس، وهي قوى قريبة في الغالب من النظام السابق، والثاني استخدام ورقة الإسلاميين المسلحين والسلفيين من خلال تسهيل مرورهم إلى تونس واختراقهم من الداخل، وهذه للحقيقة جماعات موجودة في الأصل لكن النظام الجزائري تستخدمها لأهدافها، دون أن ننفي وجود تيارات يسارية متطرفة تستفيد من ذلك”.
وأضاف: “الاتجاه الثالث يتمثل في شن حملة إعلامية ضخمة لتخريب الاقتصاد وضرب السياحة التونسية من خلال نشر معلومات عن انعدام الأمن واختطاف الجزائريين من السواحل التونسية، والهدف من ذلك إضعاف الاقتصاد التونسي مما يقوي من القوى المعادية للثورة داخل السلطة التونسية وخارجها حتى يصبح الانقلاب وكأنه مطلب شعبي”.
على صعيد آخر؛ كشف زيتوت النقاب عن أن سياسة النظام الجزائري في ليبيا مستمرة في الانحياز للقذافي على حساب الثوار، وقال: “فكرة الدعم الجزائري الرسمي للعقيد القذافي تتأكد لدينا يوما بعد يوم، ففي أواخر حزيران (يونيو) الماضي على سبيل المثال، تم تخريج دفعة جديدة من الضباط العسكريين من مدرسة شرشال العسكرية، وكان من بينهم ضباط ليبيون يحملون العلم الليبي، على الرغم من أن الجهات الرسمية حرصت على عدم إظهار ذلك، لكننا نملك صورا توثيقية لهؤلاء، وهناك معلومات متواترة عن أن الجزائر تمد العقيد القذافي بالأسلحة والذخائر تحت ما يسمى مساعدة الشعب الليبي بالمواد الغذائية، إضافة لأنواع أخرة من الدعم اللوجيستي والتقني”.
وأشار زيتوت إلى أن الهدف من كل ذلك هو إجهاض الثورات الشعبية قبل وصولها إلى الجزائر، وقال: “لقد بات من الواضح جدا أن الجزائر تقود مشروع إجهاض الثورات الشعبية العربية في المغرب الكبير بينما السعودية تقود مشروع إجهاض الثورات الشعبية في المشرق العربي. وأعتقد أن الجزائر إنما تربك الثورة في تونس وتسعى لإفشالها في ليبيا أو فرض التقسيم على الأرض لإضعاف قوى التغيير في المنطقة بما فيها الجزائر، وتخويف الجزائريين من أن أي محاولة للثورة ضد المظام ستؤدي إلى فوضى عارمة”، على حد تعبيره.