لندن ـ خدمة قدس برس
جدد القيادي في “حركة رشاد” الجزائرية المعارضة محمد العربي زيتوت اتهام الحكومة الجزائرية بالوقوف إلى جانب العقيد القذافي في مواجهة الثورة الشعبية التي تريد الإطاحة به والتأسيس لنظام ديمقراطي جديد، وأكد أن الدعم الديبلوماسي واللوجستي الجزائري الرسمي لقوات القذافي أمر ثابت لا شك فيه.
ونفى زيتوت في تصريحات خاصة لـ”قدس برس” أن يكون حديثهم عن ضلوع الحكومة الجزائرية في دعم قوات القذافي نابعا من كيد مبيت ضد النظام الجزائري، وقال: “على الرغم من أننا نعارض النظام الجزائري بسبب تدميره للجزائر شعبا ودولة ومؤسسات إلا أننا في الواقع لا نشهد إلا بما نعلم عملا بقوله تعالى: (يا ايها الذين امنوا كونوا قوامين لله بالقسط ولا يجرمنكم شنئان قوم على أن لاتعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى). وعليه فإننا شهدنا فقط بما نعلم، وما علمناه أن الدعم الديبلوماسي الجزائري لنظام العقيد القذافي كان كبيرا جدا، حيث كان الحكم الجزائري يحاول إقناع الغرب بسيف الإسلام القذافي، ووما شهدنا عليه هو أن الجهات الليبي أكدت لنا وصول طائرات جزائرية تحمل مرتزقة من دول إفريقية ومن صربيا وأكرانيا، أما عن وجود مرتزقة جزائريين فنحن أكدنا أننا لا نملك معلومات عن ذلك على الرغم من الجهات الليبية تؤكد ذلك”.
وأضاف: “ما أكدناه أن النظام الجزائري يدعم القذافي، وأن بوتفليقة هو آخر رئيس يتصل بالعقيد القذافي بعد انطلاق الثورة ويؤكد دعمه له، كما أكدنا أن النظام الجزائري كان ضد حماية الشعب الليبي في جامعة الدول العربية وضد قرار يدين النظام الليبي في الأمم المتحدة، وتوطأ مع الاتحاد الإفريقي”.
ونفى زيتوت أن يكون هو أو أيا من حركة رشاد قد زاروا ليبيا، وقال: “لم يزر أحد من رشاد لا بنغازي ولا أي مدينة أخرى في ليبيا، وإن كانت ليبيا عزيزة علينا وسنزورها متى توفرت الفرصة لذلك”.
وأشار إلى أن رد الخارجية الجزائرية، الذي نشرته صحيفة /الشروق/ الجزائرية في عددها ليوم أمس الثلاثاء (19/4) ثم صحيفة /الخبر/ الجزائرية في عددها الصادر اليوم الأربعاء (20/4) على اتهامات المجلس الانقالي في ليبيا بشأن اتهامه للحكومة الجزائرية بمساندة العقيد القذافي، بأن ذلك يأتي ردا عن الغضب الفرنسي، وقال: “كا يرعب النظام الجزائري أي شيء في العالم قدر ما يرعبه غضب فرنسا، وقد غضبت فرنسا ولذلك تكلم”، على حد تعبيره.
وكانت “حركة رشاد” الجزائرية المعارضة قد أصدرت بيانا أمس الثلاثاء (19/4)، أكدت فيه أن من حق، بل من واجب، حركة رشاد أن تتابع كل التطورات التي تخص أمن ومستقبل الجزائر لأنها تعتبر أن النظام الجزائري الحالي لا يتمتع بالشرعية التي تخوله التكفل بالمصالح العليا للجزائر، وقالت: “من هذا المنطلق، فإنّ حركة رشاد تتابع باهتمام تطوّرات الأوضاع في العالم العربي وفي شمال إفريقيا على وجه التحديد وتواكب بارتياح واعتزاز حركة التغيير التاريخية التي يمرّ بها العالم العربي والتي أطلقتها الشعوب الشقيقة من أجل الانعتاق من أنظمة الاستبداد والفساد”.
وبعد أن أكدت دعمها لحق الشعوب في تقرير مصيرها وتنديدها بما أسمته “الأعمال الإجرامية التي تقوم بها كتائب القذافي في حق المدنيين”، وإدانتها لموقف الحكومات الغربية، الذي وصفته بـ “الانتهازي” ورفضها لأيّ تدخّل أجنبي في ليبيا، قال البيان: “إنّ حركة رشاد سبق لها أن أصدرت بيانا بتاريخ 25 شباط (فبراير) الماضي تستنكر فيه ما وصلها من أخبار من عدّة مصادر دبلوماسية وأمنية وإعلامية عن تورّط النظام الجزائري في دعم نظام القذافي، حليفه الطبيعي، عسكريا وسياسيا ودبلوماسيا. ولا يمكن أبداً أن نقبل تكذيب ما يسمى بالدبلوماسية الجزائرية لهذه التهم لما اعتدناه من عدم الشفافية وشطحات النظام المستبد في الجزائر”.
وأضاف البيان: “إنّ حركة رشاد تعتبر أن من شوّه ويشوّه صورة الجزائر هو النظام الغاشم الذي غرّق البلاد والعباد في الدم والفساد، والذي رهن سيادة الجزائر بتحالفاته مع أعداء الأمة وسماحه بتواجد قوات أجنبية على أرضنا الطاهرة”، على حد تعبير البيان.