لندن ـ خدمة قدس برس
كشف العضو المؤسس لحركة “رشاد” الجزائرية المعارضة الدبلوماسي السابق العربي زيتوت النقاب عن أن توجه النظام الجزائري إلى تحسين علاقاته مع جواره سواء المغرب أو ليبيا أو موريتانيا وأخيرا تونس، تأتي تنفيذًا لتحذيرات غربية عموما وأمريكية بوجه خاص، من أن السقوط هو البديل.
ووصف زيتوت في تصريحات خاصة لـ “قدس برس” الوضع الحالي للنظام الجزائري بأنه في “أضعف حالاته”، وقال: “النظام الجزائري يعيش الآن أضعف فتراته. فالأجنحة المتشاكسة لم تتفق على ما يسمى بالإصلاحات إجراؤها لإنقاذ النظام من الربيع العربي. والاحتجاجات الشعبية آخذة في التصاعد على الرغم من مئات المليارات من الدولارات التي تم صرفها من أجل شراء السلم الاجتماعي. والجزائر شبه معزول إقليميًا، مما جعل الغربيين عموما والأمريكيين على وجه الخصوص قلقين جدا من سقوط واحد من أقوى الأنظمة الحليفة خارج الحلف الأطلسي كما وصفه ذات يوم الرئيس بوش، وجعلهم يحذرونه من أن السقوط سيكون محتوما إذا لم يسارع إلى تطبيع بل وتحسين علاقاته مع الجوار المغاربي، ولذلك تغيرت سياساته في الأسابيع الأخيرة بشكل واضح، فقد تحول من وصف موقع الرفض الكامل للتعامل مع الثوار في ليبيا إلى موقع القبول، لا بل إن السلطات الجزائرية هي من طلبت من القيادة القطرية التوسط لها لتحسين علاقاتها مع قادة ليبيا الجدد، وفي هذا الإطار جاء لقاء عبد العزيز بوتفليقة مع الشيخ مصطفى عبد الجليل، الذي وضع شروطا لتطبيع العلاقات مع النظام الجزائري، وأهمها ولدي القذافي وما نهبوه من أموال قبل فرارهم إلى الجزائر، وكذا التوقف عن الحديث عن وجود القاعدة في ليبيا”.
وأضاف: “كما تم إبلاغ زعيم حركة “النهضة” التونسية الشيخ راشد الغنوشي من أن بوتفليقة يدعوه شخصيا لزيارة الجزائر، وهو الذي طرده نفس النظام إلى بريطانيا بعد انقلاب 1992، وحظي الزعيم التونسي باستقبال لا يكون إلا لرؤساء الدول. والحال نفسها جرت خلال زيارة وزير الخارجية مراد مدلسي إلى المغرب، وحديثه عن أن “نصائح صاحب الجلالة تقدر وتحترم بشدة في الجزائر”، وعن بعث العلاقات بين البلدين الشقيقين، بل إن جنرال موريتانيا وضع شروطا لتطبيع علاقاته مع النظام الجزائري، ومنها أن توجه له دعوة رسمية من بوتفليقة شخصيا لزيارة الجزائر”.
وأرجع زيتوت هذا التوجه الرسمي من النظام الجزائري لتحسين علاقاتها مع دول الجوار إلى النصائح الغربية الملحة، وقال: “لم يكن لجنرالات الجزائر أن يحولوا وجهتهم السياسية الخارجية إلى هذا النحو اللين في وقت قياسي لو لا أنهم تلقوا تحذيرات شديدة غربية عموما وأمريكية بوجه خاص، بأن عليهم أن يحسنوا علاقاتهم مع دول الجوار وإلا فإن البديل هو السقوط”.
وأضاف: “النظام الجزائري الذي يقف مشدوها ومرعوبا من عواصف الربيع العربي ينحني الآن لأشد خصومه التاريخيين وهم المغرب وإسلاميي الجوار، خصوصا وأن أنظمة زالت كان الكثير يظن أن فلسطين قد تتحرر وربما تزول إسرائيل ولا يزول مستبد مثل ابن علي أو مبارك”، على حد تعبيره.