لندن ـ خدمة قدس برس
أكد العضو المؤسس في حركة “رشاد” الجزائرية المعارضة الدبلوماسي السابق محمد العربي زيتوت أن النظام الجزائري “لا يصلح ولا يُصلح، وأنه لا سبيل إلى الرهان على أي إصلاح في ظل استمرار حكمه للبلاد”.
ورأى زيتوت في تصريحات خاصة لـ “قدس برس” أن إعلان وزير الداخلية الجزائري عن السماح بالعمل لخمسة أحزاب جديدة هو “محاولة للالتفاف على مطالب الإصلاح الحقيقي”، الذي قال بأن مدخله لن يتأتى إلا بالإطاحة الكاملة والجذرية بالنظام القائم.
وأضاف: “بغض النظر عن الأشخاص، قناعتنا أنه لا يمكن لأي شخص مهما كانت قيمته أن يصلح في ظل النظام الحالي القائم، حيث الفساد العارم والدمار الهائل للأخلاق. ونحن نرى أن حديثهم عن الأحزاب الجديدة هو بمثابة من يريد أن يعالج داء السرطان بالحبوب المسكنة، لا يمكن الحديث عن إصلاح إلا بتغيير جذري لهذا النظام واجتثاثه بالكامل، وبذلك يمكن الحديث عن إصلاح حال الجزائريين ومن حولهم. ولا أعتقد أن لأي من هؤلاء السياسيين الكاريزما التي كانت لمحمد بوضياف الذي جاؤوا به إلى الحكم وعندما تجاوز خطوطهم الحمراء قتلوه”.
ودعا زيتوت قادة الأحزاب الجديدة إلى أخذ العبرة مما جرى في تونس ومصر وعدم المراهنة على النظام الحالي، وقال: “البلاد الآن يقودها 18 جنرالا نعرفهم بالاسم، وعلى رأسهم التوفيق مدين، وما عداهم من منظمات مدنية وسياسية ليسوا إلا أدوات بيدهم، وأي أرقام سياسية جديدة لن تكون إلا ضمن هذه الخارطة، ومن هنا نحن ندعو قادة الأحزاب السياسية الجديدة إلى عدم الانخراط في هذه المراوغة السياسية الفاشلة ومحاولات الالتفاف على آمال الجزائريين بالتغيير الحقيقي في البلاد، وأن يضعوا أيديهم في أيدي شعبهم وأن يتعضوا بالأحزاب التونسية والمصرية التي وضعت يدها بيد الاستبداد كيف ألقت بها الشعوب في مزابل التاريخ”.
واعتبر زيتوت أن تعيين الجنرال بشير طرطاق على رأس مديرية الأمن الداخلي، الذي وصفه بأنه “ثاني أهم منصب في الدولة بعد الجنرال التوفيق، والذي قد يخلف التوفيق في الأشهر المقبلة”، رسالة تخويف للشعب الجزائري، وقال: “نحن نعرف جيدا الرسالة الحقيقية من تعيين الجنرال بشير طرطاق على رأس مؤسسة الأمن الداخلي، وقد كان واحدا من أبرز الجنرالات ولوغا في القتل والتعذيب بل ومساهما في ارتكاب العديد من المجازر خصوصا تلك التي جرت في ضواحي العاصمة، وتعيينه الآن هو محاولة فاشلة لتخويف الجزائريين من أي محاولة لفرض التغيير المقبل حتما وفق حركية التاريخ وسنة الله في الأرض”.
على صعيد آخر؛ أكد زيتوت أن خطوات الانتقال الديمقراطي في تونس وليبيا تمثل بشائر خير بالنسبة للتحول السياسي في المنطقة، لكنه قال: “قناعتنا راسخة بأن ما جرى في تونس ومصر وليبيا من إسقاط للطغاة والاستبداد يعتبر انجازًا تفتخر بها شعوبنا العربية الحرة، لكننا نرى كذلك أن هذا الانجاز، لا سيما في دول المغرب الكبير، سيظل منقوصا حتى تلتحق به الجزائر من خلال ثورة شعبية تنهي حكم العسكر الذي أفسد البلاد والعباد، وهذا نراه قريبا بحول الله تعالى”، على حد تعبيره.