لندن ـ خدمة قدس برس
استغرب العضو المؤسس في حركة “رشاد” الجزائرية المعارضة الديبلوماسي السابق محمد العربي زيتوت ما أسماه بـ “سرعة الانقلاب” في موقف النظام الجزائري من الوضع السياسي في ليبيا وتونس، واستقباله لما كان يسميه سابقا بـ “ثوار النيتو” أو زعماء الأصولية استقبال قادة الدول والأبطال، واعتبر ذلك جزءا من النفاق السياسي المكشوف وطنيا والمعيب بالنسبة لقادة تونس وليبيا الذين أنجبتهم ثورات على أنظمة قال بأن “استبدادها وطغيانها كان أقل مما يمارسه النظام الجزائري بحق شعبه”.
ووصف زيتوت في تصريحات خاصة لـ “قدس برس” الموقف الجزائري الرسمي من ليبيا وتونس بأنه “مرتبك ومتناقض”، وقال: “أعتقد أن النظام الجزائري يتعاطى مع الشأنين الليبي والتونسي تعاطي المختل عقليا والمرتبك سياسيا، فهو الذي أطلق صفة ثوار النيتو على قادة ليبيا الجدد، واستخدم نعت “الجرذان” الذي أطلقه القذافي، ووصفهم بـ “العملاء”، ووزراؤه هم من استبعدوا انتصار الثورة الليبية، وتوقعوا حالة من الجفاء والبعد في حال انتصر الثوار، هؤلاء أنفسهم هم من يستقبلون قادة ليبيا الجدد، بل إن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة نفسه هو من ذهب إلى المطار لاستقبال الشيخ مصطفى عبد الجليل استقبال الأبطال، وكذلك فعل وزراؤه حين زاروا ليبيا”.
وأضاف: “الشأن نفسه جرى مع تونس، فقد تمت دعوة زعيم حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي رسميا على الرغم من أنه لا يحمل أي صفة رسمية في النظام التونسي، وكانوا سابقا يصفونه بأنه زعيم أصولي، وهذا سلوك أيضا جرى مع الرئيسين المالي والموريتاني، وهذا كله يدل على أن مجموعة تحتل القرار السياسي ولا تعرف كيف تديره، لذلك هي مرتبكة وتصدر مواقف متناقضة من ذات الشيء”.
ودعا زيتوت قادة الحكومات التي جاءت بها الثورات الشعبية في تونس وليبيا تحديدا، إلى عدم الإساءة للثورات التي أتت بهم من خلال طلب ود النظام الجزائري، وقال: “قادة تونس وليبيا بهذه الزيارات المتكررة إلى الجزائر ومحاولة اقترابهم من النظام الجزائري يرتكبون خطأ تاريخيا ليس بحق الشعب الجزائري وحده وإنما بحق الثورات التي أتت بهد إلى الحكم، لأن الثورتين التونسية والليبية وكلاهما أسقطت طغيانا، لا يمكن أن تأتيا بزعماء يذهبون لطلب ودّ نظام أشد طغيانا وفتكا بشعبه من النظامين السابقين في تونس وليبيا، هذا خطأ في حق الشعب الجزائري وفي حق الشعبين التونسي والليبي”.