لندن ـ خدمة قدس برس
رأى العضو المؤسس في حركة /رشاد/ الجزائرية المعارضة الديبلوماسي السابق محمد العربي زيتوت أن الاستقلال الجزائري الذي تمر اليوم الخميس (5|7) الذكرى الخمسين لإنجازه مهدد بالضياع لأنه لم ينجز ما حلم به الجزائريون خلال حرب التحرير وبعدها.
وحمل زيتوت في تصريحات خاصة لـ “قدس برس” مسؤولية عدم انجاز الاستقلال لأهدافه التي ضحى من أجلها مئات الآلاف من الشهداء الجزائريين بأرواحهم للسلطات الحاكمة، التي قال بأنها “لم تعبر عن الثورة ولا عن أهدافها”.
وأضاف: “ذكرى الاستقلال الجزائري ذكرى عزيزة على قلوب الجزائريين خاصة والعرب والمسلمين وأنصار الحرية في كل أنحاء العالم، لكننا للأسف الشديد نشهد هذه الذكرى بكثير من الأسى والأسف والحسرة والألم على ضياع نصف قرن من عمر الجزائر هباء منثورا، لأننا لم نستطع بناء دولة مستقلة كما كان الشهداء يحلمون، ولم نتمكن من التأسيس لدولة ديمقراطية ولا لعدالة اجتماعية في إطار المبادئ الإسلامية كما جاء في بيان أول تشرين ثاني (نوفمبر)، ولذلك فاستقال الجزائر على أبواب الضياع، حيث أننا نخضع لتحكم الشركات متعددة الجنسيات، خصوصا الفرنسية منها، وحدودنا مهددة ومخابرات الأطلسي ودوله الكبرى تجول وتمرح في بلادنا، والأفريكوم لها مكتب خاص في السفارة الأمريكية في الجزائر، وموقع الجزائر عربيا تراجع أو هو على الهامش”.
وأشار زيتوت إلى أن خمسين سنة من الاستقلال كان بامكانها أن تصنع دولة قوية شبيهة باليابان وألمانيا وكوريا الجنوبية، وقال: “كان بامكاننا أن نقيم دولة قوية شبيهة بألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية، لكننا للأسف الشديد نحن اليوم نستورد 80% من غذائنا و90% من دوائنا ولباسنا وصناعاتنا وليس لنا إلا ما منّ به الله علينا من بيترول وغاز نبيعه ونشتري بثمنه حاجياتنا، بينما المخدرات تنتشر في مختلف مدن الجزائر وقراها وشبابنا يفر في رحلات غير مضمونة إلى الخارج بل ويقدم على الانتحار”.
وأكد زيتوت ثقته في أن الشعب الجزائري الذي حقق الاستقلال بعد نضال شهد بضراوته العالم أجمع قادر على افتكاك حريته واستعادة استقلاله بالكامل، وقال: “على الرغم من سوء الحال التي آلت إليها الجزائر بسبب سياسات العصابات المتحكمة في ثرواته، فإن الثقة في أن هذا الشعب العظيم الذي انتصر على فرنسا الاستعمارية ودفع مليون ونصف من خيرة أبنائه ثمنا لذلك، بامكانه اليوم أن يستعيد زمام المبادرة ويفتك حقه في العيش بحرية وكرامة، ويؤسس للدولة كما أرادها الآباء والاجداد والشهداء، تكون لبنة لبناء مغرب كبير يستجيب لتطلعات شعوب المنطقة”، على حد تعبيره.