لندن ـ خدمة قدس برس
وصف العضو المؤسس في حركة “رشاد” الجزائرية المعارضة الدبلوماسي السابق محمد العربي زيتوت كل من يقف مع النظام السوري في مواجهة الثورة الشعبية ضده بأنه “عدو للأمة لا يختلف في شيء عن إسرائيل”، في إشارة إلى الموقف الرسمي في طهران والجزائر حيال الأزمة في سورية.
وأكد زيتوت في تصريحات خاصة لـ “قدس برس” أن “إعلان رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” وقوفه إلى جانب مطالب الشعب السوري الثائر ينسجم مع العقل والمنطق والشرع”، وقال: “ما أعلنه مشعل عن مساندته لمطالب الشعب السوري يتوافق مع العمق الفلسطيني، وأعتقد أن مشعل ربما تأخر في إعلان هذا الموقف، فقد كان واضحا منذ البداية أن الشعب السوري ثائر ضد الطغيان. أما الذين يهاجمون مشعل ويقارنونه بعرفات ومحمود عباس بغض النظر عن خلفياتهم السياسية والفكرية والدينية فهم أعداء للأمة ولتطلعاتها في الحرية والكرامة”.
وأعرب زيتوت عن أسفه للمواقف الرسمية في طهران والجزائر الداعمة للنظام السوري في مواجهته للثورة الشعبية المطالبة بالحرية والكرامة، وقال: “كان الأصل على إيران أن تقف إلى جانب الشعب السوري بغض النظر عن النظام الحاكم في دمشق، وكان على حزب الله أن يقف الموقف نفسه، وكان على الجزائر الثورة أن تقف إلى جانب الشعب السوري، لكنهم للأسف الشديد فضلوا الوقوف إلى جانب نظام ظالم، وقد أخطأوا ولم يفهموا إرادة الشعوب”.
وقلل زيتوت من أهمية الغضب السوري والإيراني على موقف مشعل الداعم للثورة السورية على المقاومة، وقال: “الشعوب العربية هي التي تصنع المقاومة والممانعة وليست الخطابات الجوفاء، فالنظام السوري لم يكن مقاوما، بل بالعكس سجن المقاومين وقتلهم وعذبهم وشردهم، صحيح أنه ساعد “حماس” والجهاد وحزب الله، ولكنه ساعدهم من أجل المفاوضات مع الغرب وليس لعيون المقاومة، فقد كان ممانعا من أجل مصالحه والتفاوض مع الغرب، ولو كان صادقا في مقاومته لدعم تحرير الجولان، وهي أرض سورية، ومن باب أولى أن يحرر أرضه بدل تحرير أرض الآخرين”.
ودعا زيتوت إلى مساندة الثورة السورية حتى تحقق أهدافها في الحرية والكرامة، وقال: “يتبين اليوم لكل ذي عقل وحكمة أن كل من يقف إلى جانب النظام وضد ثورة الشعب في سورية هو عدو للأمة بغض النظر عن طائفته ودينه ومذهبه الديني والسياسي، فلدينا في الجزائر نظام يقف إلى جانب النظام السوري، وهو موقف يصنف ضمن المواقف الخيانية للأمة ولإرادة الشعوب، لأن ما فعله النظام السوري ضد شعبه لم يفعله حتى الإسرائيليين”، على حد تعبيره.