الثورة المضادة والديمقراطية

ماذ تعني كلمة ثورة للثورة تعريفات معجمية تتلخص بتعريفين ومفهومين ،التعريف التقليدي القديم الذي وضع مع انطلاق الشرارة الأولى للثورة الفرنسية وهو قيام الشعب بقيادة نخب وطلائع من مثقفيه لتغيير نظام الحكم بالقوة. وقد طور الماركسيون هذا المفهوم بتعريفهم للنخب والطلائع المثقفة بطبقة قيادات العمال التي اسماهم البروليتاريا. اما التعريف أو الفهم المعاصر والاكثر حداثةً هو التغيير الذي يحدثه الشعب من خلال أدواته “كالقوات المسلحة” أو من خلال شخصيات تاريخية لتحقيق طموحاته لتغيير نظام الحكم العاجز عن تلبية هذه الطموحات ولتنفيذ برنامج من المنجزات الثورية غير الاعتيادية.والمفهوم الدارج أو الشعبي للثورة فهو الانتفاض ضد الحكم الظالم … هذه هي تعريفات الثورة الحقيقة التي تقوم علي مبادئ وأسس تساعد علي تحضر ورقي الشعوب بداية من الثورة الفرنسية عام 1789 وثورات أوروبا الشرقية عام 1989 ونهاية بثورة 25 يناير في مصر ولكل ثورة أسباب ونتائج وأسباب الثورة المصرية لا تحتاج الي توضيح بالنسبة لكل مصري هناك عشرات الاسباب ونتائجها معلومة ولا يزال هناك العديد من النتائج نحن في انتظارها .

هذه المقدمة كانت لتوضيح مفهوم الثورة واسبابها وهذا من وجهه نظري منطقي ومن حق كل الشعوب في العالم أن تسعي اليه .. أما الذي لم استطيع فهمه في هذه الايام هو مفهوم الثورة المضادة .. بأي حق تسمي ثورة ما هي مبادئها , ما أسسها , ما اهدافها النبيلة لا توجد لها اهداف نبيلة الا حماية الفاسدين واعطائهم مهلة للهروب او لتجميع الاوراق التي تدينهم وعناصر هذه الثورة أمن الدولة بداية بافعاله الحقيرة وهي حرق ملفات مهمة جدا للدولة ولقضاء للتحقيق في قضايا الفساد المطروحة حاليا علي الساحة .. رجال الاعمال الفاسدين ومافيا الأراضي … رجال الحزب الوطني في كل محافظة وما أكثرهم وحزنهم علي نجاح الثورة فقد أكسبتنا الثورة الشرف والعزة واكسبتهم الخزي والعار من افعالهم التي لا تنتهي والي نكتشفها كل يوم بداية من راس الافعي الرئيس المخلوع وعائلتة الي رجال الحزب الوطني امين الصندوق واعضاء لجنة السياسات بالكامل الذين في الماضي كان وجودهم ومقابلتهم شرف ونجاح لاي فئة من فئات المجتمع المغلوب علي امره أما الان هما في مزبلة التاريخ … ومعهم أيضا أصحاب المناصب في كل محافظة وكل وزارة وموسسة حكومية ستطيح بهم الثورة وتتطهر تلك المؤسسات من أعمالهم التي تشبه دودة القطن تخرب ولا تعمر . وكذلك أيضا أشعالهم للفتنة وتشجيعهم للمظاهرات الفئوية بدعوي ” أنه اللي مش هاياخد حقه دلوقتي مش هايعرف يطالب ولا ياخد في اي وقت تاني ” فكيف ولماذا تسمي ثورة ولمن هي مضادة الا للخير والنجاح والتحضر وتطهير البلاد ونموها في كل القطاعات …

فأنا من وجهه نظري أرفض مفهوم الثورة المضادة لانه يكسبها شرعية واحترام من حيث المفهوم أما من حيث الافعال فلا تكتسب الا البلطجة والعنف وخرق القوانين والخيانة لكل ما هو في مصلحة البلد في الوقت الحالي ..

فلنسميهم أعداء الثورة .. أعداء النجاح .. ذيول الفساد .. سم ما تشاء ويجب أن يكون الاسم مشتق من البلطجة والاجرام والفساد والمرض النفسي وتشوية مفاهيم الحرية والعدالة ..

فالثورة المضادة هي الراعي الاول للفساد في مصر وعدو الديمقراطية في مصر الان التي تشبه أنسان مريض كان في حالة غيبوبة تامة لمده 30 سنة وعندما عاد اليه الوعي جعله يتخبط ويتسائل ويتشكك فيما حوله ويتخبط يمين ويسارا بحث عن الطريق الصحيح … فبعد ثورة 25 يناير واسقاط الرئيس السابق مبارك واعوانه هناك مجموعة من العقبات التي تحول دون النظام الديقراطي في مصر , وهي الفساد المنتشر في كل القطاعات الادارية بالدولة . البطء في الاجراءات القانونية الخاصة بمحاكمة رموز النظام السابق وعلي راسهم مبارك ,.الثورة المضادة التي يقودها رجال الحزب الوطني المنحل فهما من أشد اعداء الحرية والعدالة بكل المعاني ..الانقسام بين الثوار ما بين مؤيد للمجلس العسكري وأجراء انتخابات سريعة لمجلس الشعب والشوري والرئاسة .. وبين معارض للانتخابات بكل ما فيها ومطلبهم الاول هو انشاء دستور يتضمن ميثاق لحقوق الانسان ومفاهيم الديمقراطية السليمة وهذا من المطالب الاولي منذ قيام الثورة .. بالاضافة الي سن مجموعة من القوانين التي تحد من الفساد الاداري والمالي ، وقوانين حقوق الانسان في معاملة انسانية وحق التعليم والسكن التي يفتقدها 40% من سكان مصر وهذا بحسب أخر مؤشرات للجهاز المركزي للمحاسبات .
أما عن طرق تنفيذ النظام الديمقراطي في مصر فهو يحتاج الي مجهود كل القوي السياسية لعمل نظام ديمقراطي سليم يقوم علي العدل وحرية ابداء الرائ والشفافية وهذا ما يحاول كل شباب الثورة القيام به في ظل الصعوبات التي يواجهها .

http://www.almatraqa.com/showentry.php?toicid=2326