عجلة الثورة المضادة في مصر

عندما انطلقت ثورة 25 يناير في الكنانة وضعنا أيدينا على قلوبنا خشية فشلها و وأد الحلم في التحرر ،وتتالت أيام الثورة وسالت فيها دموعنا على دماء الشهداء ،وخوفاً من الهزيمة كنا ونحن نشاهد أحداثها على شاشة الجزيرة قد نسينا كل شيء حتى طعامنا وشرابنا قلقاً وخوفاً وأملاً .. شاركنا في صنع أحداث الثورة في مصر الحبيبة بأرواحنا التي كانت تحلق بسماء مصر ،وابتهالاتنا التي كنا نرجو أن يتقبلها الله بنصرها، وبدموعنا التي كانت تسيل خارج سيطرتنا عليها أو تحكمنا بها حتى انتصرت بخلع من كان يحكم مصر .. ولكني ومنذ 11 فبراير كنت أراقب بعض الأحداث التي كانت توحي بمضمون ما حدث اليوم من مثل 🙁 مماطلة المجلس العسكري بوعوده في إنشاء لجنة تأسيسية الدستور ، وفي انتخاب البرلمان في يونيو 2011 ، في الانتخابات الرئاسية في أيلول 2011 ، ومن ثم نقل السلطة إلى من انتخبه الشعب في الرئاسة والبرلمان).. إصطنع المجلس العسكري أحداثاً ، وصراعات من مثل المجزرة التي حدثت أثناء مباراة كرة القدم ، والحوادث المتعددة بين المسلمين والمسيحيين ، وما حدث في ماسبيرو ، والرسم لما حدث في العباسية ، وكثير من الأحداث التي شدت الثوار عن الهدف الأساسي إلى معالجة الأحداث الآنية .. وما كان ذلك لينجح لولا التراخي السياسي لبعض القوى المتضمن إنتهازية أوقعت الجميع في فخ التخطيط المُمنهج والمدروس بعناية لإفشال الثورة ،وإنجاح الثورة المضادة بقيادة المجلس العسكري ومن يستخدمهم كأدوات مثل:( أحمد شفيق ، وأعضاء الحزب المسمى بالوطني ،وعمرو موسى الذي يحسب نفسه مع الثورة وهو لم ينضم إليها إلا في اللحظات الأخيرة وعلى استحياء كما أشار إلى ذلك الكثير من الصحفيين وكما علق مذيع الجزيرة آنذالك واصفاً بدقة دخول موسى إلى ميدان التحرير ).. كل هذا أفضى إلى أعمال ،وأفعال ،وممارسات بعيدة عن بوصلة الثورة ما أدى إلى إتاحة الفرصة لعجلة الثورة المضادة الدوران بسرعة وعلى خط مستقيم من دون إعوجاج فرفعت الطعون إلى المحكمة الدستورية عن الانتخابات البرلمانية وجرت الانتخابات الرئاسية في جولتها الأولى ،واختير يوم النطق بالحكم بعناية ليكون خاتمةً لدعاية انتخابية ومدوية لصالح أحمد شفيق وضد الثورة ومرشحها ،وذلك برعاية من القضاء ،وتحت ظلال القانون المتلبس بالنزاهة المزيفة التي تنم في حقيقتها عن عدائية مقصودة للثورة إنحازت لطرف سياسي ضد ( ثوار25 يناير وشعب مصر ) . والقصد من ذلك إحداث إرباك للعملية الانتخابية ،ولنفسية الجمهور حتى تنال الثورة المضادة من عزيمة الأحرار بُغية الفوز للفلول وأرجوا أن لا يكون ذلك .. وهنا أقول طالما أن الأحداث عادت إلى مربع الصفر أدعو قوى الثورة ومرشحها إلى عدم المشاركة في الانتخابات ، والعمل على توقيف هذه العملية الهزلية ،ثم لتنطلق هذه القوى الثورية بأحزابها ،ومكوناتها ،وفعالياتها، ومفكريها جميعاً من ميادين الثورة في كل المحافظات المصرية تفعيلاً للحدث والفعل الثوري ،وتصويب الأخطاء وتصحيحها لتستعيد ثورة 25 يناير وقواها المختلفة زمام المبادرة من جديد ، وعندئذِ سوف لن يحدث ،ولن يتحقق إلا ما تريده الثورة وجماهيرها ..

http://ahmed-ateeq.blogspot.co.uk/2012/06/blog-post_14.html