أتفهم الشعور بالإحباط و الإستياء الذي يبيديه كثير من الجزائريين بسبب خروج جزائريين لاستقبال رئيس دولة عاثت في بلادنا تقتيلا و تدميرا و تخريبا على امتداد 130 سنة، ثم ساندت و دعمت نظام القهر و الإستبداد خلال 50 سنة من الإستقلال المصادر و خاصة العشرون سنة الأخيرة حيث حكم جنرالات فرنسا المباشر والدجال الذين جاؤوا به على الدبابة في 1999…أتفهم ذلك ولكن بنظرة موضوعية نجد أن الذين خرجوا لن يصل 40 ألفا في أفضل الأحول وبعملية حسابية بسيطة فإن هذا الرقم لا يمثل إلا 1 في الألف من مجموع الشعب الجزائري (عددنا يناهز الأربعين مليون). ثم إن أغلب الذين رأيناهم في الحقيقة تم إخراجهم من المدارس أو بعض الإدارات و البلديات كما أشارت لذلك حتى الصحافة الصادرة في الجزائر…وتبقى قلة قليلة من الفضوليين، وبعض المغفلين و كمشة من الذين يحبون فرنسا كحال من التقطت له صورة و هو يقبل يد فرانسوا هولاند.
هذه الطريقة الفاشلة في فبركة الجماهير ليست أولى في ذاكرتنا…حيث جلبت الإدارة الإستعمارية مئات الآلاف من الجزائريين أثناء الفترة الإستعمارية لإبقاء الجزائر فرنسية بما فيها استقبال ديغول الشهير، و لكن كان للجزائريين الأحرار رأي آخر وهو الذين أثبته التاريخ وخرجت فرنسا الإمبراطوية محطمة تماما من أرض الشهداء.
إن العصابة التي تحكم اليوم تعلم أنها زائلة بثورة الشعب التي تقترب كل يوم ولكنها كما يقال عند الكرويين تلعب في الوقت الضائع عساها توقف حركة التاريخ وهيهات هيهات أن يحدث ذلك.
فإذا كان بضعة آلاف من الجزائريين قد فعلوا ذلك فإن الملايين يدينون فرنسا الإستعمارية ومخلفاتها من بقايا الكولون التي تحكم الجزائر، فلا تغضبوا ولا تسبوا إخوانكم من الغالبية العظمى من الشعب.