“في 19 أوت 1993 ، استدعاني الرئيس علي كافي والجنرال خالد نزار إلى مقر إقامة رئيس الدولة على شط البحر،أي نفس المكان الذي كنا قد تناولنا فيه مأدبة غداء شهرا من قبل بالضبط.
بعدما تبادلنا كلاما عاديا وأفدتهم بمعلومات حول الوضع الأمني، اتخذ الرئيس علي كافي مظهر الجد ليخاطبني بهذه الكلمات :
منذ نحو سنة، التقينا نحن الثلاثة وعهدنا إليك بمهمة تشكيل حكومة. اليوم، وبعد إخفاق هذه الحكومة فيعملها، نعلمك بإنهاء هذه المهمة. يبقى علينا أن نصوغ سيناريو بكيفية تجعله لا يبدو إقالة ولا استقالة .”
هذه فقرة مما جاء في مذكرات عبد السلام بلعيد، وقد كان أحد أهم وزراء حقبة بومدين، والأهم ربما، أنه شغل منصب رئيس الحكومة بعد إغتيال “الرئيس ” بوضياف، في بداية جويلية 1992خلفا لسيد أحمد غزالي، إلي غاية طرده من منصبه في أوت 1993 و إستخلافه برضا مالك أحد أجرم المدنيين في حقبة التسعينات، و صاحب مقولة”على الرعب أن ينتقل إلى الطرف الآخر”.
المذكرات تسلط الضوء على خبايا تلك المرحلة والصراعات العاصفة في هرم السلطة، و بالأخص خلافات بلعيد مع بعض الجنرالات وعلى رأسهم محمد التواتي، أو المخ كما كان يلقبه أصحابه العسكر ومريديه من الصحفيين.
وقد نُشرت هذه المذكرات على موقع بلعيد عبد السلام رئيس الحكومة الجزائرية السابق باللغة الفرنسية، و قامت جريدة الشروق بنشر ترجمة عربية متسلسلة لها في شهر أوت 2007، ونظرا لأهمية هذه المذكرات نعيد نشرها حتى يستفيد منها المهتمون بالشأن السياسي في الجزائر.
النسخة المترجمة على هيئة PDF من تنسيق ونشر منتدى الأخضرية
لتنزيل المذكرات الأصلية بالفرنسية، كما نُشرت في الموقع الأصلي.
المصادر المعتمدة في إعادة تدقيق المذكرات:
http://www.belaidabdesselam.com/
http://www.lakhdaria.net/vb/showthread.php?t=628