ليست المشكلة في الجزائر العُملاء المدنيون مثل أويحيى و بلخادم و حتى بوتفليقة و أمثالهم… فهؤلاء ما هم إلا أعراض المرض الذي أصاب الجزائر، إنما المرض الحقيقي، فهو أولئك الذين أتوا بهؤلاء و غيرهم من الحُثالة التي تحولت الى عصابات حاكمة مَلأت دُنيا الجزائريين يَأسا و بُؤسا.
إنهم جنرالات المخابرات، الذين يُقررون من يَأتي و من يَذهب… و من يَفعل ماذا، و متى، و كيف وأين.. ومن يَنقلب على من… ومن يُصحح من…و من يَنتخِب من… من يُذل ومن يُعز… في دولة اللصوص.
جنرالات المخابرات بدأوا دولة داخل الدولة، و لكنهم مع الأيام أصبحوا هُم الدولة. يَتحكمون في كل مفاصل البلاد لأنهم يَملكون الخزينة، و يَملكون الملفات، و المعلومات على كل من له منصب، و وظيفة من رئيس البلدية… الى رئيس الدولة، و هم يَتركونهم دائما يَنهبون و يَفسُقون و يُفسِدون…
حتى تضمن عمالتهم، و تَبعيتهم و خُضوعهم، و من يأبى يُخرجونه علي طريقتهم، فيَختفي بشكل أو بآخر و أحيانا الى الأبد.
إن المخابرات في أي دولة هدفها الأول و الأخير هو حماية الوطن و المجتمع من الأعداء الحقيقيين، و لكنها في الجزائر، تَحولت الي خِدمة عِصابات و لصوص… فها هو الخراب و الفساد يَعُم الوطن… و هاهو المجتمع يَتفتت و يَتحطم… و هاهي الدولة تَفشل و تَضعف، و هاهي حدود الوطن و جُغرافيته في خطر، و ها هو الإستعمار يَطرُق الأبواب من جديد.
ليس للجزائريين الا إسقاط هؤلاء، وبناء دولة في خدمة الشعب يتحقق فيها العدل و الحق و الحرية… قبل أن تصبح الجزائر في خبر كان.