لندن ـ خدمة قدس برس
أعرب العضو المؤسس في حركة “رشاد” الجزائرية المعارضة الديبلوماسي السابق محمد العربي زيتوت عن استغرابه لحجم الاتفاقيات الدولية التي وقعتها السلطات الجزائرية مع عدد من الدول الغربية والعربية ولما تتضمنه من تنازلات مجحفة بحق الشعب الجزائري، واعتبر ذلك تعبيرا عما أسماه بـ “حالة القابلية للابتزاز” التي قال بأن النظام الحاكم يعيشها بسبب الغضب الشعبي الجزائري المتصاعد والطامح للتغيير كبقية شعوب دول الربيع العربي”.
وقلل زيتوت في تصريحات خاصة لـ “قدس برس” من قدرة الاتفاقيات الدولية التي وقعتها السلطات الجزائرية مع عدد من الدول الغربية والعربية على تحصين النظام من هبوب رياح الربيع، وقال: “الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي يعيشه الجزائريون كارثي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ومظاهر الاحتجاج الشعبي المتمثلة في التظاهر وقطع الطرقات وإحراق المؤسسات الرسمية متزايدة، فالجهات الرسمية اعترفت بأن العام الماضي شهد أكثر من 11 ألف مظهرا من مظاهر الاحتجاج، والجيل الشاب الذي لم يكن معاصرا للعشرية السوداء، يائس من الإصلاح في ظل استمرار النظام الحالي، وهو يرى أنه ليس أقل من بقية شعوب دول الربيع العربي، لكن بعض ممن عايشوا العشرية السوداء يخافون من التغيير لما يحملونه من ذاكرة مأساوية عن حالة القتل التي مارستها أجهزة الاستبداد المتحكمة في مقدرات الجزائر”.
ووصف زيتوت الاتفاقيات التي وقعتها الجزائر مع عدد من الدول الغربية والعربية بأنها أشبه ما يكون بـ “شراء الذمم”، وقال: “النظام الجزائري يبحث عن شراء الذمم في الداخل والخارج، فهو سيعدل قانون المحروقات في الأيام المقبلة لصالح الشركات النفطية العالمية، وقد أعطى قرضا لصندوق النقد الدولي ومشاريع للأمريكيين والفرنسيين والقطريين والصينيين والروس والأتراك وكل من يملك تأثيرا على الوضع الجزائري، تماما مثلما فعل مع بعض المحتجين الأقوياء في الداخل، كما أنه يملأ جيوب البلطجية بالأموال، وقد نشر الفساد المالي والأخلاقي بما في ذلك المخدرات التي أصبح بعض أنواعها أرخص من بعض المواد الغذائية لمنع هبوب رياح ربيع جزائري حقيقي”.
وأضاف: “ومع ذلك فقد فشلت العصابة المتحكمة في الجزائر أن تحصن نفسها ضد احتجاجات الداخل والآخذة في التعاظم، وفتحت عليها باب الجحيم شعبيا، وأثبتت الوقائع أن النظام ضعيف ولذلك يسهل ابتزازه خارجيا وداخليا، إنه يعيش حالة من حالات القابلية للابتزاز التي يقل نظيرها في العصر الحديث”، على حد تعبيره.