إعلام العصابة، الخاص و العام، يُصور المجزرة التي أقدم عليها الجنرالات بأنه انتصار عظيم في محاولة يائسة لاستغفال الجزائريين في زمن القرية العالمية الواحدة. قد ينجحون في العبث بعقول بعض البسطاء، و لكن الأغلبية العظمى من الجزائريين تستقي المعلومات من كل مكان و تدرك :
1. أننا صرفنا ما يزيد عن 100 مليار دولار في العشرين سنة الأخيرة لشراء الأسلحة و المعدات و دفع الرواتب و الرشاوي لمُكافحة ما يُسمى بالإرهاب، و مع ذلك تستطيع مجموعة صغيرة أن تحتل منطقة شديدة التحصين و الحراسة و بالغة الحساسية.
2. أن هناك ما يزيد عن 130 ألف عسكري جزائري موزعون على الحدود مع مالي و ليبيا، و مع ذلك تمت هذه العملية.
3. أن هناك أكثر من 20 شركة أمنية خاصة، تضم آلاف الحراس، يُديرها جنرالات، سابقون و حاليون، بالتعاون مع شركات أمنية غربية، و يُصرف عليها سنويا ما يزيد عن 200 مليون دولار، و مع ذلك تمت هذه العملية.
4. أن كِبار المسؤولين في تصريحات ” إنتصارية “، و منذ الثورة الليبية، و هم يُرددون من أن البلاد شديدة التأمين و الحراسة، و خاصة الصحراء بما فيها من صناعات نفطية، و مع ذلك تمت هذه العملية.
5. أنه و منذ ما يقارب الـ 20 عاما، و هم يُرددون مقولة ” بقايا الإرهاب الذي يعيش الربع ساعة الأخير”، و مع ذلك تمت هذه العملية.
6. أن إستهداف الأجانب و الصناعة النفطية في الجنوب يحدث لأول مرة منذ 21 عاما، فلم يسبق للجماعات المسلحة، سواء كانت حقيقية أو مصطنعة أو مخترقة، أن هاجمت المراكز النفطية في الصحراء.
7. أن الدخول الى هذه المناطق مُحرَم على الجميع، بما فيهم الجزائريين، إلا أولئك الذين يحملون تصاريح خاصة، و مع ذلك تمت هذه العملية.
8. أن الخاطفين قالوا أنها تأتي ردا على تواطؤ الجماعة الحاكمة مع فرنسا، التي تعود الى حدودنا الجنوبية، و هي المستعمر الذي دمر الجزائر من قبل.
9. أن الطريقة التي تَعامَل بها الجنرالات مع هذه العملية قد أفزعت العالم لعنفها و همجيتها، و التي لم تُفرِق بين خاطف مُدان و رهينة بريء، فقَتلَت الجميع.
10. أن طريقة معالجة هذه القضية قد لاقت غضبا، حتى من أكبر حُلفاء النظام الغربيين، و الذين دعموه و لا زالوا بكل ما يستطيعون حفاظا على مصالحهم أولا و أخيرا.
11. أن هؤلاء الحُلفاء، و على رأسهم الولايات المتحدة، قد أرسلوا طائرات بدون طيار (الدرون) و ضُباطُهم الى داخل التراب الجزائري دون استئذان.
12. أن هذه العصابة قد تصرفت في هذه العملية كما تعودت مع الجزائريين، بهمجية و وحشية، غير مكترثة لنتائجها الوخيمة، بما فيها إضعاف أكبر للدولة التي تتجه أكثر فأكثر الى الفشل، مما يُحتِم التدخل الخارجي السافر الذي سيكبُر مع الزمن.
إن العقليات البسيطة يُمكِن استغفالها بالظهور بمظهر ” رومبو”، و لكن الحقائق تقول أن هذه العصابة تتجه بالبلاد الى مزيد من الكوارث، و الخراب، و الرداءة، و الفساد العارم.