كتاب “في انتظار الخراب…مواطن لا ابن كلب” للمواطن علي رحالية

“في انتظار الخراب” للمواطن علي رحالية.. كتاب ممنوع على ذوي النفوس الرهيفة

أنقر هنا لتنزيل الكتاب كاملا بهيئة PDF، حجم الملف 48.5 ميجا

الكاتب: وسيلة بن بشي
السبت, 10 سبتمبر 2011

أخيرا، صدر كتاب المواطن علي رحالية، الذي يحمل عنوان “مواطن.. لا ابن كلب ! .. في انتظار الخراب”. الكتاب الذي صدر في 497 صفحة، طُبع على نفقة الكاتب الخاصة، وهو عبارة عن سلسلة من المقالات نشرها في بعض الصحف الوطنية قبل أن تدخلها لوثة الانبطاح والانحلال والاضمحلال.. لهذا أصر على جمعها في كتاب ليقول كلمته للتاريخ، في زمن الشياطين الخرس، وأصر على أن يتخلّى عن لقب صحافي، حتى لا يُصاب بمرض مزمن اسمه “الحول والتحوّل”.
الكثير من “الكلام الكبير” الذي قاله الكاتب بكل جرأة. فالقارئ عندما يُعيد قراءة تلك المقالات، يضع يده على قلبه “وتنتابه نوبة خوف تلك اللحظة التي كتب فيها وهو يطرح سؤالا كبيرا “كيف نجا الكاتب من حقد هؤلاء المفسدين على الأرض؟”. لم يسلم قلمه المُر من أحد.. ليس اعتداءً على أعراض الناس ولكن تنديدا بهؤلاء الذين باعوا ذِممهم، وباعوا دم الشعب والشهداء.. علي رحالية، قلمٌ لا يُهادن.. قلمٌ لا يعرّي ولكن يسلخ ويرمي تلك الجلود المتعفّنة ليشتَمّ القارئ مدى عفونتها.
المتلقي، عندما يُعيد القراءة لهذه المقالات، تنتابه هستيريا من الضحك، وحتما سيقول وهو يكاد يختنق بقهقهاته هذا الكاتب مجنون.. حقا إنه مجنون.. إنه ليس كتابٌ للنُّكت طبعا، ولكنه كتابٌ يستفزّ الضحك المر ومعه يفجّر مدامع القارئ.
عندما تغوص في كتاب رحالية، ستدخل سِردابا مظلما.. تمشي فيه وأنت تلعن.. على طريقة الكاتب السعيد بوطاجين “اللعنة عليكم جميعا”.
رحالية، لا يستعمل الألوان أبدا، ولا يُتقن لغة الأضواء وتدرّجاته، ليس لأنه رسام فاشل، بل لأنه يفضل استعمال الأبيض والأسود.. ليس أبيض وأسود شادية وعبد الحليم.
عندما تفرغ من الكتاب، تجول بخاطرك عبارة واحدة “لا يُنصح هذا الكتاب لذوي النفوس الرهيفة”، ولا أريد أن أقول عندما تفرغ من الكتاب ستفكر في شيئين اثنين “الانتحار أو الحرڤة” .. كلاهما وجهان لعملة واحدة، فقط “الحرڤة” موت بأمل، والانتحار هو أملٌ في الموت.
يقول المواطن، الذي دخل عقده الرابع وهو يكتشف أنه عاش على هذه الأرض “وفي هذا البلد بالذات، عِشت تلك السنوات، كأي كائن حي”.. تماما مثل النبات والحيوان !! .. أتنفّس هواءً ملوّثا .. أشرب ماءً لا أعرف مدى صلاحيته .. وأنام في بيت تلزمني عقود من الزمن لدفع أقساطه !! … لقد عِشت تلك السنوات كأي دابة أو بهيمة !! ..”.
وينتهي المواطن، إلى حقيقة مُرّة يعبر عنها كالآتي: “طيلة خمسة عقود تقريبا، لم ينجح هذا النظام إلا في ترخيسنا وتبهديلنا.. إلا في خنقنا والتضييق علينا .. إلا في تخويفنا وترعيبنا .. إلا في تجهيلنا وتبغيلنا في قتل أحلامنا وضياع أمانينا .. لم ينجح إلا في زرع المزيد من اليأس والمزيد من الإحباط .. نظامٌ لم ينجح إلا في دمقرطة الفساد ومشاعية النهب والسرقة وتكريس سياسة اللاعقاب وعفا الله عما سلف ..”.
الكتاب مُقسّم إلى خمسة فصول، الأول عنونه بـ”سياسة وبوليتيك”، ويتضمن مختلف المقالات التي تتناول سياسة هذا البلد، والنظام ورموزه وآليات عمله، ونقل ذلك بأسلوب ساخر. أما الفصل الثاني، فكان حول “تكفير.. ترخيس.. تبغيل.. بوليتيك”، ويحتوي على مقالات أغلبها حول وضعية المواطن وموقعه مع هؤلاء المدعوّين جوازا “وزراء”. وفي الفصل الثالث، هناك “تاريخ وبوليتيك”، ويعود من خلاله إلى مختلف المحطات التاريخية في الجزائر ورموز الثورة، وعن انزلاق هؤلاء والدخول في تفاصيل ما لم يقله التاريخ الرسمي في الجزائر، ودائما بنفس الأسلوب الساخر.
وعرّج المواطن، بعد ذلك، إلى فصل “ثقافة وبوليتيك”، تطرق من خلاله إلى المثقفين والقائمين على شؤون الفن والثقافة في الجزائر، واعتمد الطريقة اللاذعة في فضح المغشوش في ثقافة “البريكولاج” في الجزائر.
وأخيرا، الفصل الخامس، الذي عنونه بـ”تخاريف وبوليتيك”.
الكتاب بحاجة حقا للاكتشاف، لكن كما أسلفنا، لا يُنصح به ذوي القلوب الرهيفة وأصحاب الميول “الانتحارية” و”الحرڤاوية”، لأن مفعوله على هؤلاء قوي جدا ونتيجته أكيدة.

http://www.eldjazaironline.net/02/culture/8-2011-06-16-15-17-30/5442-q–q———.html