يمكن للقوى الثورية أن تحول التهديد الذي يواجه الثورة التونسية، إلى فرصة لإنهاء الثورة المضادة، إذا ما أتخذت قرارا سريعا، حازما و حاسما، بتشكيل حكومة شخصيات ثورية، لها تاريخ ناصع في مواجهة الإستبداد و الفساد، يوم كانت الكلمة الحرة الصادعة، بلا وجل و لاخوف، قد تكلف الحياة.
إن هؤلاء الشرفاء، رجالآ و نساءا، متواجدين في كافة الطيف السياسي الثوري وقد أثبتوا شراستهم و كفاءتهم و جدارتهم عبر الأيام، وعزيمة فذة لا تلين ولاتخضع، و قد سعدت بلقاء الكثير منهم في تونس و خارجها.
إنهم يشعرون بألم مرير و هم شهود علي الردة التي تقودها بقايا العصابة المخلوعة، وقد إستعادت المبادرة بدعم من أنظمة عربية مفسدة ومجرمة، و من مستعمر يخشى الترحيل الأخير.
إن مهمة هؤلاء تكون أساسا، و بإشراك الأغلبية العظمى من الشعب، إسقاط كل الذين ثبت تورطهم مع عصابة بن علي أينما كانوا و أي كانت مناصبهم و مواقعهم، على أن تكون البداية من لسان الردة: الإعلام البنفسجي.
إن التماطل و التردد، كما حدث في العامين الماضيين قد يكلف، لا قدر الله، حربا أهلية، يسعرها و يغذيها الآن بعض الخبثاء الماكرين من وراء الحدود ومن وراء البحار.