فساد يتلوه فساد و من تحته فساد و من فوقه فساد…

آخر الفضائح تقول أن كثيرا من مساعدي الطيارين في الخطوط الجزائرية حصلوا على شهادات من جنوب إفريقيا، و من دول أخرى بالفساد، و دون أن يكون لهم التكوين الكافي ليؤهلهم لقيادة الطائرات…يعني يخاطرون بأرواح المسافرين و يصعدون بالفساد الى السماء …
الطرق الجزائرية تُعتبر من أكثر طرق العالم قَتلا، و جرحا للناس، و الجميع يعرف أن ذلك مرده أساسا حصول الشباب على رخصة القيادة بالرشوة وإستيراد قطع غيار مغشوشة…

عندما إستولت كمشة من الجنرالات علي السلطة بقوة الدبابة، و إستمروا في الحكم بفساد الصندوق، و بواجهة مدنية فاسدة و مفسدة، فإنهم قد شرعوا لكل أنواع الفساد و فتحوا أبواب جحيمه على البلاد و العباد…
فشمل كل القطاعات، فالصحة فاسدة، وكثير ما يموت الناس بسبب ذلك …والتعليم فاسد، و يتشرد منه عشرات الآلاف من الأطفال كل عام، و لا يخرج منه إلا نصف متعلمين في أفضل الأحوال … والبنايات فاسدة، فكثير ما تنهار في بضع سنين من بناءها … و هكذا هو الأمر في كل مجال من مجالات الحياة في جزائر اليوم.
فساد الحكام الكبار يؤدي حتما الى فساد المسؤولين الآخرين، في أي مكان وُضِعُوا فيه، فيؤدي ذلك الى خراب المجتمع وفساد الحياة…
و عبثا يحاول البعض إصلاح الفروع و الأجزاء، إذا كان الأصل و الرأس مَكْمَنُ الفساد، و مصدره، و ينتهي بهم الأمر إما الى الإنغماس في الفساد أو اليأس من التغيير و المجتمع.
إن الحل يكمن في تنظيم المؤمنين بالتغيير الشامل والكامل أنفسهم، في مجموعات متآلفة صغيرة، كل منها يسعى الى إحداث التغيير المنشود. وهي القضايا التنظيمية التي أنوي الحديث فيها في الأيام القادمة، إن شا الله.
إذا كانت لكم تساءلات أو استفسارات فسأسعد بسماعها.