هذا مقطع من حوار صحفي مطول أجريته مع صحيفة عربية سيصدر في الأيام القادمة حول بعض قضايا الساعة و الموقف منها، أضعه أمام الأصدقاء و الإخوة ممن سبق لهم و أن أصروا علي بالرد على أبواق العصابة التي تثير الشبهات حول كل الأحرار الذين يقاومونها في محاولة منها لاستغفال بعض البسطاء.
وجهة نظري دائما هي أن أفضل رد هو العمل الجاد، و المنظم، و المستمر لإسقاط هذه العصابة فيسقط عملاءها أوتوماتيكيا و طبيعيا، و قد أرشدنا الإسلام الى أن الرد هو ” و إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما “.
كيف ترى العلاقة الجزائرية القطرية
ج: علاقة الجماعة الحاكمة بقطر تبدو غريبة جدا، لأن النظام في جرائده وفي المواقع الإلكترونية، خاصة الفايسبوك، يلعن قطر بكل الألسن، ويعتبرون أن قطر هي التي تحرك كل شيء، كانوا يتهمون دولا أخرى لكنهم ركزوا في الفترة الأخيرة على قطر، حيث يتهمون كل من يعارض هذا النظام وكل من يقاومه بأنه تحركه قطر وتدفع له، في حين، وهذه هي الحقيقة والواقع، أن لديهم علاقات وطيدة جدا مع قطر، وهذه الأخيرة تربطها بالنظام الجزائري مصالح كثيرة، و حصلت على عقود مغرية و تحفيزات كثيرة، وتستثمر بملايير الدولارات في الجزائر، مؤخرا فقط و قبل شهرين، وقعوا عقود بما يزيد عن 5 مليار دولار، و هناك مخيمات بآلاف الهكتارات في وسط البلاد للقطريين، قرب مدينة البيض، يأتون للتنزه و الصيد فيها، ويدخلون ويخرجون بكل راحة، و يقولون ان الجزيرة تريد ثورة في الجزائر. الواقع عكس ما يقولون، فقليلا ما يظهر معارض حقيقي أو مقاوم حقيقي للنظام الجزائري على الجزيرة، بينما هناك من هو تابع للنظام الجزائري وعميل للنظام الجزائري ظهروا ويظهرون عشرات المرات، و أخبار الجزائر في الجزيرة هي الإستثناء مع ذلك ما زالت الدعاية شبه الرسمية، لا حظ أنهم لا يتبنونها رسميا لأنهم يعرفون أن علاقتهم جيدة مع النظام القطري، ما زالت الدعاية شبه الرسمية تقول أن قطر تريد ثورة في الجزائر وهي من تحرك الثورات، و كأن الجزائريين الذين يعيشون حياة ضنكى ومرارة غير مسبوقة يحتاجون لقطرأو غيرها و هم الذين ينتفضون بشكل شبه يومي رغم الحصار الإعلامي و القمع الأمني و الدعم الدولي للعصابة الحاكمة. أكيد أن قطر دعمت الثورة في تونس وتدعمها، ودعمت الثورة في مصر وتدعمها، ونفس الشيء في ليبيا وسوريا، لكن عندما تأتي للجزائر فإن قطر لها موقف آخر، غير مفهوم، شخصيا لا يهمني أن أفهمه، ولا أريد أن أفهمه.
والسؤال الأساسي و المنطقي هو لو أنّ حقا قطر تتآمر على نظام الجزائر فهل من المعقول أن يتعاون النظام معها بهذاالشكل المكثف، بما فيها إعطاؤها عقود بملايير من الدولارات إضافة إلى المعطيات الشخصية لملايين الجزائريين المشتركين في شركة نجمة.
في هذه الحالة فإن النظام هو من يتآمر عن نفسه!!!!!
نحن قوى مستقلة لا علاقة لنا بقطرأو بأي دولة أخرى، و أتحدى أيا كان أن يثبت العكس بالحجة و البرهان، و ليس بالكلام الفارغ طبعا، ولا يشرفنا أن نرتبط بأي دولة، فأي معارضة ترتبط بدول، بالرغم من أن قد يكون للبعض اعتباراتهم الخاصة، تفققد استقلاليتها و تخدش قضيتها، و تسيء إليها. نحن في حركة رشاد نرفض بالمطلق أن يكون لنا علاقة بأي دولة كانت، بغض النظرعن موقفها من النظام الجزائري، تعاديه أو تناصره، نحن لا يهمنا ذلك، ما يهمنا هو استقلالية موقفنا. فحينما يتم الحديث عن قطر، فهناك كثيرمن أبواق العصابة الحاكمة يبثون دعايات فارغة لخداع بعض البسطاء.
الشرفاء والأحرار لا يحركهم الآخرون بل تحركهم مصالح أوطانهم وشعوبهم، ويفضلون الموت وأن تفصل رؤوسهم عن أجسادهم من أن يخونوا أوطانهم، لأنه بالنسبة إلينا هذه ليست فقط قضية مبادئ وشرف ومقاومة بل قضية عقدية، في صميم العقيدة، فنحن مسلمون، وفي عقيدتنا من يتعامل مع القوى الخارجية ضد وطنه فهذه خيانة، و قد يقول الكثيرون لكن النظام الجزائري لا يمثل وطنا، فنحن أضفنا أنه حتى حينما يكون النظام مثل النظام الجزائري فإننا نرفض أن نتعامل مع أي دولة أخرى، فللدول مصالح ومن يتعامل مع الدول فسيدفع ثمن ذلك، إما أن يدفعه من شرفه ومن كرامته، وإما أن يدفعه من حقوق مواطنيه وحقوق وطنه، ونحن لسنا مستعدين لا لهذا ولا لذاك.
نعم، لدينا علاقات أخوية عميقة وقوية مع أغلب القوى العربية المناهضة للإستبداد و الفساد بما فيها تلك التي قامت في بلدانها ثورات، فكثير من مسؤوليها اليوم كانوا مثلنا يشاركون في محاربة قوى الفساد و الإستبداد في بلدانهم. هؤلاء منا، و نحن منهم ما داموا يناصرون الحق و العدل و الحرية.