كيف يمكن أن تتطور المظاهرات إلى فعل أكثر تأثيراً؟

في حالات التخطيط لاجتياح أماكن أو احتلال ميادين:

إجبار الأجهزة الأمنية على تفريق قواتها وذلك بتوسيع وتعديد مسارح العمليات (أماكن التظاهر أو الاعتصام أو الإضراب أو غيرها). وهذا كفيل بتغيير نسبة توازن القوى: استراتيجياً الخصم عشرة والمقاومة واحد، أما تكتيكياً (في المسارح المتفرقة) فالمقاومة عشرة والخصم واحد.
الابتعاد عن مسرح العمليات الرئيس (كالميادين الكبرى ومؤسسات الدولة التي يتم حصارها في لحظات الحسم) ومحاولة تحقيق الفوز أولاً في المسارح الثانوية (كالجامعات والمناطق السكنية المزدحمة والأسواق). مع الإبقاء على مجموعات في الميادين الكبرى لتشتيت قوى القمع..
هذه النجاحات الجزئية في مسارح العمليات الثانوية تزيد من ثقة النشطاء والجماهير في قدرتها على المقاومة. ونقصد بتحقيق الفوز هنا:

اكتساب المزيد من الجماهير المشاركة في تلك الأنشطة،
اكتساب القدرة على المناورة بسلاسة بهذه الجموع الغفيرة،
الصمود أمام الأجهزة الأمنية.
المحافظة على عنصر المفاجأة وذلك بتحديد مجموعة من المسارح الثانوية لكل مسرح عمليات لتشتيت الأجهزة الأمنية. بمعنى إذا كانت المقاومة تستهدف منطقة معينة بأحد الأنشطة، فينبغي عليها أن تخطط لمجموعة من الأنشطة الفرعية في المناطق المحيطة بتلك المنطقة لتشتيت التوقعات الأمنية.
تحقيق السبق التكتيكي، وذلك بمحاولة ابتكار وسائل جديدة دائماً، وعدم اعتبار الوسيلة الناجحة هي نهاية المطاف، آخذين في الحسبان أن أجهزة القمع تطور من تكتيكاتها لتتناسب مع تكتيكات المقاومة. فوسيلة اليوم الجديدة ستكون غداً قديمة ويمكن توقعها. لذا لابد أن تسبق المقاومة آلة القمع بخطوة واحدة على الأقل تكتيكياً.
إذا كان التفوق واضحاً في حجم قوات الأجهزة الأمنية مقارنة بحجم المشاركين في النشاط المقاوم فأمام قيادة المقاومة خيارين: إما أن تنهك تلك القوات بسلسلة من الأعمال الهجومية الجزئية بغرض إنهاكها وتشتيت صفوفها في عمل دفاعي، ثم تتبع هذه الهجمات الجزئية بهجوم كاسح مفاجئ. أو ألا تبادر بالهجوم، وإنما تنظم صفوفها وترتقب هجوم خصومها، حينها لابد من محاولة استيعاب وامتصاص زخم الهجوم وشله، ثم إتباع ذلك بهجوم مضاد كاسح ضد القوات التي أنهكت في عملية الهجوم وتشتت صفوفها بدرجة من الدرجات في مطاردة المتظاهرين. وفي الحالتين نحن نتحدث عن هجوم كاسح مفاجئ يلي عمليات الإنهاك والتشتيت.
هذا الهجوم الكاسح يقتضي وضع عدد لا بأس به من النشطاء والفاعلين في الخطوط الأمامية لتشجيع المشاركين على الاستمرار في المناوشات والهجمات الجزئية، مع وضع كتلة معتبرة كبيرة نسبياً من النشطاء والفاعلين في الصفوف الخلفية، وهي الكتلة التي ستندفع من الخلف بكامل نشاطها وعزمها إلى الأمام في اللحظة الحاسمة، رافعةً الأعلام، عاكسةً اتجاه الجموع المتراجعة، ومحمسةً ومشجعةً لها لتندفع خلفها في هجوم جرئ نشيط كاسح ومفاجئ.

في عمليات المقاومة المدنية لا يمثل الاحتفاظ بالمواقع أو حصارها أمراً ذا قيمةٍ كبيرة، اللهم إلا في لحظات الحسم الأخيرة حين يتم محاصرة أو احتلال ميادين كبرى أو رئيسية. ومن ثم فإن الوصول للتوازن الاستراتيجي مع قوات الأمن الثابتة والنظامية يقتضي اعتماد التيار المقاوم على الحركة الدائمة والسريعة والمفاجئة وغير المتوقعة. هذه الحركة المستمرة ستجعل تشكيلات الأجهزة الأمنية غير محكمة وسهلة الاختراق. إذن لابد من شن حملات سريعة ومتحركة وليس بالضرورة أن تستمر لفترات طويلة.
خلق ثقل سياسي للمقاومة بما يخفف من وطأة الأجهزة الأمنية على الجماهير المقاومة. ويكون ذلك بتجهيز مجموعة من الوجوه الشابة السياسية الجديدة تماماً على المشهد السياسي، والتي تمتلك القدرات الفكرية والاستراتيجية والسياسية ليقوموا بمحاولة بتوسيع دائرة التحالفات المحلية ابتداءً، وباقتراب لحظات الحسم يمكنهم القيام بجهد دبلوماسي على النطاق الإقليمي والدولي لتخفيف المساندة الدولية والإقليمية للنظام المستبد. ولكن ينبغي التذكير بأن خطوة ممارسة السياسة الخارجية لابد أن تأتي متأخرة عقب اكتساب هذه الشخصيات الثقة الجماهيرية التي تحول بينهم وبين اتهامهم بالعمالة والخيانة.

http://aoc.fm/site/node/561