كان هذا الحديث في فبراير 2009، حول ما يسمى بالصراع بين المالكية الإباضية. قناعتي، وقد تجدد هذاالصراع المزعزم في مدينة القرارة وغرداية أيضا، أن الصراع مصطنع لتوجيه أنظار الجزائريين عن المخاطر الكبرى التي تتهددهم.
لقد تعايش “العرب” و “بني ميزاب”، لقرون في سلام وإن تخللته بعض الخلافات، من حين لآخر، كما يحدث داخل الأسرة الواحدة.
أما البلطجية و الشبيحة الذين يظلمون الناس و يروعون الآمنين، برعاية رسمية من والي الولاية و بعض قادة ما يفترض أنها أجهزة أمنية، فإنهم متواجدون في كل الجزائر وهم يقومون بنفس الأعمال الإجرامية، وتلك هي وظيفتهم الأصلية منذ مايزيد عن عشرين عام.
إن الهدف هو تلهية الشعب المطحون، في أغلبه، بنزاعات و خلافات هامشية تجعله يتشتت و يتباغض وبدل أن يوجه غضبه لمن يستعبده و يفقره، يتصارع أبناءه فيما بينهم و يتقاتلون إذا لزم الأمر.
وهو ما يمكن أن نسميه اليوم بنظرية “الفوضى المحدودة”، التي يلجأ لها حكام الجزائر اليوم ليطيلوا بقاءهم في نهب الجزائر و إخضاعها للقوى الإستعمارية.
أنا أعرف المنطقة جيدا وعلى تواصل مع أبناءها من الفريقين، وأعلم أن أكثرهم يدرك ذلك، ولكن للأسف هناك ممن نعدهم من الأفاضل، خدعوا بما تقوم به عصابات الحكم وأنجروا إلي التهويل وصب الزيت على النار وماكان لهم أن يفعلوا ذلك.
عندما تولد الجزائر الجديدة التي تحكمها دولة العدل و الحق و القانون، يزول، تدريجيا، الإحتقان والتنازع بين مكونات المجتمع المختلفة وبل وحتى داخل الأسر و العائلات المتباغضة، لأن الناس تكون على يقين أن الدولة راشدة، فلا تظلم أحد و إنما ترعى السلام و الأمن و تنشر العلم والعدل فيتحقق، حتما، الإستقرار و الإزدهار و الوفاق في مجتمع رشيد.
محمد العربي زيتوت