إن الدمار الذي أصاب الجزائر في إعتقادي مرده، إبتداءا، الى تزييف التاريخ الذي مارسه الإستدمار لما يقارب قرن وثلث من الزمان، ثم ورثه صُناع الإستبداد منذ استرجاع الإستقلال المنقوص.
إن تزييف التاريخ – على سبيل المثال لا الحصر – هو الذي جعل الكثيرين يعتقدون، إلى اليوم، أن ” مصالي الحاج كان خائنا يعيش في فرنسا، بعد أن إعترض على ثورة نوفمبر وحاربها ” كما كانت تقول الدعاية الرسمية حتى 2011 على الأقل.
بدأت للتو في قراءة كتاب ” جنينة مصالي ” بعنوان “حياة قاسمتها مع والدي مصالي الحاج – Une vie partagée avec Messali Hadj, mon père ” . الكتاب صدر قبل أيام عن دار Riveneuve للنشر، وسأعود للحديث عنه حالما أنتهي من قراءته.
من بين الوثائق الملحقة بالكتاب خطاب مصالي الحاج في مؤتمر بروكسل ما بين 10 و 15 فبراير 1927، وهو الخطاب الذي جاءت فيه المطالبة، ولأول مرة في القرن العشرين – فيما أعلم على الأقل – باستقلال الجزائر صراحة، وعلنية، وعلى مستوى مؤتمر دولي.
Résolution de l’Etoile Nord-Africaine 1927 lue par Messali Hadj
لا عليـــك يا أخـــي فالانســــان يكذب ثم يكذب حتـــى يكتب عند اللـــه كـــذاب .والنظـــام الجــزائري الفرنسي زوّر ثم زوّر حتـــى كتب عنـــد الشعب الحـــي الفطــــن كــــذاب فكـــل مــا يصدر عنـــه لا يصــدقــه الشعب لكثرة ما سمع وراى من كذب وزور وما أخشاه هو حتى عندما يصــدق لا يصدقه أحد .كقصة السباح الذي كل مرة يدّعي الغرق ولما يصلوا الي لنجدته يجــدوه يهزّر كما يقولوا المصريين ولما غرق حقا لم ينجده أحد ظنّا منهم انه يهــزّر
عندما أقرأ أن كل الشرفاء الذين سعوا بالغالي والنفيس لاستقلال الجزائر، قد نفوا بعد الاستقلال
…حتى أن منهم قد غادر الى البلد الذي لطالما حاربها ،
أدرك تماما مقدار الكذبة التي نعيشها بعد 50 سنة من “الاستقلال” ؟؟؟