عن أي ثورة يتحدث هذا الأحمق

في حوار مطول مع جريدة تصدر في الجزائر، قال قبل أيام (08 جوان 2013)، ما يسمى بوزير الخارجية الجزائري، مراد مدلسي، ” أن جزائر الثورة لا يُمكنها أن تقف مع أحد الطرفين في سوريا “، وأضاف، ” الأكيد أن موقف الجزائر كان دائما نفسه، ومن غير الممكن أن جزائر الثـورة، الجزائر الصديقة والشقيقة لسوريا، أن تختار ما بين الأطراف السوريين، بالعكس، موقف الجزائر يدعم تلاحم الأطراف، وهذه كانت القاعدة الأساسية لموقفنا منذ بداية الأزمة في سوريا”.

لسنا ندري عن أي ثورة يتحدث هذا، عندما تنقلب مبادئ دعم قوى التحرر، ومناهضة الإمبريالية، وحق الشعوب في تقرير المصير، وإنهاء الإستعمار في العالم، وهي المبادئ النبيلة، والعظيمة، التي أرساها، وحمل لواءها قادة وشهداء الثورة الجزائرية، واستمرت لثلاثين عاما، تنير طريق الديبلوماسية الجزائرية.

فكان وقوف الجزائر مع كل الشعوب المقهورة المناهضة للإستعمار والإستبداد، من دعم للثوار في الكونغو، وفي غينيا بيساو، وفي أنغولا، وفي فييتنام، ونيكاراغوا…
ولم يبق أحد في هذا العالم ثار ضد هيمنة القوى الإستعمارية إلا وساندته الجزائر، بشكل آو بأخر،ناهيك عن المشاركة الفاعلة في الحرب ضد”إسرائيل” في 67 وفي 73، والوقوف مع الثورة الفلسطينية من اليوم الأول لاندلاعها.

لسنا ندري عن أي ثورة يتحدث، عندما يشارك في المناورات العسكرية في البحر المتوسط، مع الحلف الأطلسي، إلى جانب “إسرائيل”، في حين يرفض بلد مثل السويد أن يشارك فيها، لأن أيدي جنرالات إسرائيل ملطخة بدماء الفلسطينيين العزل.

لسنا ندري عن أي ثورة يتحدث، عندما يقول رئيسه، وولي نعمته، عبد العزيز بوتفليقة، للجنرال الأمريكي ويليام كيب وورد، قائد أفريكوم، في اجتماع معه في نوفمبر 2009: “لوكنا في نفس وضعيتهم (أي النظام المصري) لطبقنا نفس السياسة”، سياسة الإغلاق و التجويع ضد قطاع غزة المحاصر ” (1).

لسنا ندري عن أي ثورة يتحدث، عندما يجلس قائد الجيش الجزائري، الذي يُفترض أنه سليل جيش التحرير، جيش الثوار، بجانب قائد الجيش الاسرائيلي، ويتبادل معه القهقهات، وهو التي لم تَجِفَ بعد دماء فلسطينيي غزة من أيديه، يجلس إلى جانبه في مقر الحلف الأطلسي (النيتو) الذي كان يخوض الحرب مع فرنسا ضد الثورة الجزائرية (2).

لسنا ندري عن أي ثورة يتحدث، عندما تسمح جزائر العصابات للمخابرات العالمية بفتح مكاتب علنية في الجزائر العاصمة، وكأنهم يأتون لزراعة الأرز، أو لبيع الكاكاو، ويعترف زرهوني، وزير الداخلية ما بين 2000 و 2010بذلك، دون حياء و لاخجل، حتى يتمادى أحد ضباط المخابرات الأمريكية، ويغتصب بنات الجزائر في مكتبه. وما كنا لنعرف ذلك لولا أن الصحافة الأمريكية فضحته، بعد أن نشرت رسائل الجزائريات اللواتي إشتكين للأمريكيين.(3)

لسنا ندري عن أي ثورة يتحدث هذا، إذا كانت العصابة الحاكمة في الجزائر قد دعمت الإحتلال الإثيوبي للصومال، بدعم وبطلب غربي، حينمادعمته بالمال، والعتاد، ونقل القوات الإفريقية الغازية، مما أدى لإسقاط إحدى الطائرات العسكرية الجزائرية، ومقتل ضباطها الست، وقال لي شخصيا أحد القادة الصوماليين أنهم إستاءوا جدا، وآسفوا أيما أسف، عندما إكتشفوا أن الطائرة التي أسقطوها كانت طائرة جزائرية، وهم الذين لم يفهموا، لحد الآن، كيف تتحول جزائر الثورة إلى دعم استعمار بلاد شقيقة. (4)


لسنا ندري عن أي ثورة يتحدث، عندما تكون جزائر العصابات قد تعاونت مع الأمريكيين، في ما يسمى الحرب على الإرهاب، حتى مدَحَهُم بوش الإبن بقوله: ” إن الجزائر هي أعظم الحلفاء لنا خارج الحلف الأطلسي “. (5)

لسنا ندري عن أي ثورة يتحدث، عندما دعموا، في السر والعلن، نظام القذافي المجرم ضد شعب أعزل، أراد التحرر من واحد من أشد الأنظمة طغيانا، وفسادا، وخرابا في العالم.(6)

لسنا ندري عن أي ثورة يتحدث، عندما يتآمر على ثورات الشعوب التي أطاحت بالمستبدين والمفسدين، ويدعم الثورة المضادة في تونس، وفي ليبيا، وفي مصر، سرا وبطرق مختلفة، وبخداع تفنن في إتقانه في التسعينات، عندما تلاعب ” بالجماعات الإسلامية المسلحة ” في الجزائر، واستخدم جزءا منها لتدمير الوطن وذبح الشعب.(7)

لسنا ندري عن أي ثورة يتحدث، عندما يدعمون بشار الأسد، سفاح دمشق، سرا وعلانية، وتكتب صحفهم أن شباب سوريين قد سُلِّموا لنظام بشار بعدما جاؤوا هاربين إلى الجزائر، وتتبجح صحافة الدموي بشار ومن معه، من أن الجزائر تقف الى جانبهم.(8)

لسنا ندري عن أي ثورة يتحدث، عندما تكون جزائر العصابات قد ساهمت في احتلال شعب شقيق وجار، هو الشعب المالي، عندما لم تكتفي فقط بفتح أجوائها لفرنسا، وإنما ساندتها بالدعم على مختلف أنواعه، بما فيها التعاون الإستخباري، بتعقب قيادات المجموعات المسلحة التي تحارب الغزو الفرنسي، حتى وصف الفرنسيون هذا التعاون بغير المسبوق، وهو بدون حدود ولا شروط.(9)

لسنا ندري عن أي ثورة يتحدث هذا، عندما تسمح جزائر العصابات لطائرات المخابرات الأمريكية CIA بالتجسس على الجزائر، كل الجزائر، من أقصاها إلى أقصاها، و يعود الفضل أننا عرفنا ذلك لوثائق ويكيليكس.(10)

لسنا ندري عن أي ثورة يتحدث، وقد تحولت سفارات وقنصليات الجزائر إلى مقرات للإنحراف، كيف لا وقد مُلئت بأبناء وبنات المسؤولين، على حساب الشرفاء من الديبلوماسيين، ويقودها عجزة تجاوز بعضهم سن الثمانين عام، عل شاكلة سفيرهم في باريس، الذي كان يوما حركي في الإدارة الفرنسية.(11)

لسنا ندري عن أي ثورة يتحدث، وهو الذي لم يساهم فيها ولو بكلمة، ولو بطلقة، وهو الذي اعترف بالقول صراحة ” كنت غبيا ” عندما سُئل، لماذا سمحت للخليفة أن ينهب عشرات الآلاف من الملايير بالسنتيم، عندما كنت وزيرا للمالية، وبعد اعترافه بالغباء، وضعه، ولي نعمته، بوتفليقة، في منصب أعلى وأرقى، ليدير عن طريقه وزارة الخارجية والدبلوماسية الجزائرية، التي تحولت من شعلة تنير الطريق للمستضعفين وتدافع عنهم، إلى أداة تعبث بها قوى الإستكبار والإستعمار العالمي، وتستخدمها للمساهمة في ذبح المستضعفين وتسويق الأوهام.(12)

والواقع، لسنا ندري عن أي ثورة يتحدث، هذا الذي أعرب عن تأسفه ذات يوم لو أن التاريخ أخذ منحى آخر، لكانت الجزائر اليوم، جزءا من الإتحاد الأوروبي، أي لو أن الجزائر بقيت تحت الإستدمار الفرنسي، لما كان عليه أن يذهب لبروكسل، ويستجدي دعم الإتحاد الأوروبي لنظام العصابة القائم في الجزائر، لأن الجزائر كانت ستبقى فرنسية. قال هذا الكلام أمام برلمانيين فرنسيين، في باريس بتاريخ 08 ديسمبر 2011، حينما ذهب يحدثهم عن مسائل داخلية تخص الجزائر. (13)

لم يلحق عيبٌ وعارٌ بالجزائر، عبر تاريخها، كما لحقها منذ أن قررت حفنة من الجنرالات، أكثرهم قاتل مع الجيش الفرنسي لتبقى الجزائر فرنسية، قررت أن هذا الشعب لا يستحق الحرية، ولا يمكنه الإختيار، فأمعنوا فيه تعذيبا، وقتلا، وتشريدا، ونهبا لخيراته، وتدميرا لوطنه، وأكملوا ذلك بأن وضعوا على رأس الدولة منذ 99، من يعرفون مدى فساده وتورطه في المؤامرات، والإنقلابات، والإختلاسات، فأكمل مسيرة الدمار، لتشمل عقول، وأخلاق الجزائريين، وليُعلِن، صراحة، عن خِدمة المستعمر القديم، حيث يُقيم اليوم تحت حماية عسكر فرنسا، ورعاية مسؤوليها.

كفوا عن الكذب والتزييف والخداع، ودعوا الثُوار، الأحياء منهم والأموات، لأنهم لو عادوا إلى الثورة فلربما أحرقوكم أحياءا.

محمد العربي زيتوت.

________________________________
مصادر
________________________________

(1)
وثيقة ويكيليكس الأصلية حول اجتماع بوتفليقة مع كيب وورد
Bouteflika : “si nous étions dans la position de l’Egypte, nous aurions appliqué la même politique avec Ghaza”

(2) المزيد من صور حضور الجنرالات الجزائريين في اجتماعات حلف النيتو جنبا إلى جنب مع جنرالات إسرائيل:
صور اجتماعات حلف النيتو بمشاركة جنرالات الجزائر إلى جانب زملائهم الإسرائيليين 01
صور اجتماعات حلف النيتو بمشاركة جنرالات الجزائر إلى جانب زملائهم الإسرائيليين 02
صور اجتماعات حلف النيتو بمشاركة جنرالات الجزائر إلى جانب زملائهم الإسرائيليين 03
صور اجتماعات حلف النيتو بمشاركة جنرالات الجزائر إلى جانب زملائهم الإسرائيليين 04
صور اجتماعات حلف النيتو بمشاركة جنرالات الجزائر إلى جانب زملائهم الإسرائيليين 05

(3)
خبر توقيف مدير مكتب وكالة الإستخبارات الأمريكية في الجزائر بتهمة اغتصاب جزائريات

مذكرة تفتيش صادرة في حق مدير مكتب السي آي إي في الجزائر بعد اتهامه باغتصاب جزائريات

تقرير مسجل من قناة سي بي أس الأمريكية حول سجن مدير مكتب المخابرات الأمريكية في الجزائر سابقا بعد إدانته بالإغتصاب

(4)
إسقاط طائرة عسكرية جزائرية بهجوم صاروخي في الصومال

(5)
Algérie: Pour Bush, l’Algérie est un allié véritable qui possède un énorme potentiel

(6)
فيسك: الجزائر تحاول دعم القذافي

وزير خارجية الجزائر يشدُ أزرَ القذافي

(7)
خالد نزار اعترف باختراق الجماعات المسلحة أثناء محاكمة الحرب القذرة بباريس، وأفاض العقيد محمد سمراوي في كتابه وقائع سنوات الدم في موضوع الإختراقات، كما شهد النقيب أحمد شوشان محاولة قادة المخابرات الضغط عليه لإرساله إلى الجبال ليكون نائبا لجمال زيتوني أمير الجماعة الإسلامية المسلحة.

(8)
الجزائر تنسّق أمنيا مع سوريا لمنع تسلل ”جهاديين” ومجندي الشباب

(9)
Laurent Fabius النظام الجزائري فتح مجاله الجوي للجيش الفرنسي

الجزائر رخصت للطائرات الفرنسية بعبور أجوائها دون شروط

تقرير برلماني فرنسي: الجزائر أفضل شريك عسكري لفرنسا في الساحل

متخصصون من مديرية الاستعلامات والأمن ينسقون مع المخابرات الفرنسية في الساحل و الصحراء

الجزائر قدمت مساعدات “لوجستية” للقوات الفرنسية في شمال مالي

(10)
وثيقة ويكيليكس حول ريادة النظام الجزائري في التعاون مع الولايات المتحدة في مكافحة ما يسمى بالإرهاب بما في ذلك فتح المجال الجوي لطائرات الإستطلاع التابعة للجيش الأمريكي

تعزيز التعاون العسكري الأمريكي الجزائري في مجالات التدريب والتكوين والاتصالات

مسؤولين أمريكيين يعرضون مشاركة الجزائر في بيانات الطائرات من دون طيار بعد عملية عين أمناس

(11)

تسجيل لحفلة باذخة إحياءا لثورة نوفمبر أقامتها سفارة الجزائر بفرنسا نوفمبر 2011 

(12)

وثيقة ويكيليكس التي تتعرض لاعتراف مدلسي بغبائه الكبير في الفقرة التاسعة

مدلسي:اعترف بالغباء فأصبح وزيرا للخارجية – حوّل الدبلوماسية إلى جثة هامدة ونسف مجهودات الرئيس

(13)
مراد مدلسي: لو كان للتاريخ منحى مختلف لكنا مانزال فرنسيين.

إسرائيلالإحتلال الإثيوبي للصومالالثورة الفلسطينيةالجماعات الإسلامية المسلحةالحرب ضد إسرائيلالحرب على الإرهابالشعب الماليالصوماليينالقوات الإفريقيةالمخابرات الأمريكيةالمخابرات العالميةالمناورات العسكرية في البحر المتوسطبشار الأسدبوتفليقةبوش الإبنتونسثورةجزائر الثورةسورياطائرة جزائريةفرنساقائد الجيش الاسرائيليقائد الجيش الجزائريليبيامراد مدلسينظام القذافيوزير الخارجية الجزائريويليام كيب وورد
Comments (4)
Add Comment
  • khaled

    يكفي انه هم جنرلات فرنسا هم وضعو انفسهم لخدمة الغرب فرنسا على وجه الخصوص

  • أمين

    أولا أوضح لك انه يتحدث عن ثورة أول نوفمبر .
    ثانيا / أوضح لك أننا نحن الجزائريون لسنا ضد العلاقات مع إسرائيل

    ثالثا / هل أنت ناطق باسم الشعب الجزائري ؟

    • el bey

      vous êtes loin d’être
      réaliste ya si amine soit tu ne comprends pas soit tu fais semblant de ne pas comprendre

  • أبو نهى

    ,jà cet Amine qui prétend être Algérien,et ce dont personne ne peut lui dire le contraire
    je vous dis que le vrai Algerien,n’est pas celui qui défend une junte militaire contre ceux qui veulent du changement pacifique dans ce pays et parmi eux Si Larbi Zeitout qui vous a jeté le torchon de la diplomatie,en 1994,pour regagner le camp du peuple,le véritable peuple détenteur de la légitimité.
    Si vous n’êtes pas d’accord avec lui,c’est parce que vous avez été “sodomisé” par ces militaires putchistes ingrats,et par la force des choses vous êtes devenus défenseur des marionnettes de l’occident et des juifs sionistes.
    de ce fait il y’a deux types d’Algériens,ceux que représente Si Larbi et sont des millions et vos semblables,qui se comptent sur le bout des doigts et par la stratégie du choc ils ont pu faire changer de camps,à des millions d’Algériens,par la peur,par le terrorisme,et surtout par la manipulation.
    Vous appartenez donc à ceux là même qui étaient derrière l’arrêt du processus électoral en 1992 et qui par conséquents sont responsables de la mort de plus de 250000 Algériens sans compter les disparus et les blessés à jamais.
    Qui dit mieux,pour un pareil palmarès,ya si amine?