في مثل هذا اليوم، منذ 24 عاما، قُتِل محمد بوضياف في عنابة، و هو يلقي خطابا يُنقَلُ على التلفزيون مباشرة. كان عمره آنذاك 73 عاما، و كان قد استُقدِم قبل أقل من ستة أشهر ليرأس ما سُمِي بالمجلس الأعلى للدولة الذي خلف الرئيس الشاذلي بن جديد بعد انقلاب 11 جانفي 1992.
كان محمد بوضياف، من أكثر الجزائريين تحمسا لثورة مسلحة لإسقاط الاستعمار، وقد قال يوما لزملائه الذين إختلف معهم حول طريقة التعامل مع الإستعمار الفرنسي، “سنُعلن الثورة المسلحة ضد فرنسا، معكم أو بدونكم أو ضدكم لو لزم الأمر”، فكان من مجموعة التسعة، وهم من الأوائل الذين فكروا، و خططوا، و فجروا ثورة الأول من نوفمبر 54.
في سنة 1956، قامت الحكومة الفرنسية، و في أول عملية اختطاف طائرة مدنية في تاريخ البشرية، باختطاف الطائرة التي كانت تقله من المغرب الى تونس، هو و قياديون آخرون في الثورة، و ظل في سجن باريسي حتى مارس 1962.
عرض عليه عبد العزيز بوتفليقة في 1961، بأمر من العقيد، قائد أركان جيش التحرير، هواري بومدين الّذي أرسله، أن يكون رئيسا للجزائر المستقلة، بدعم من جيش الحدود، فرفض ذلك رفضا قاطعا.
لكن أحمد بن بلة، رفيقه في السجن الفرنسي، قبل عرض ما سيُعرف لاحقا بجماعة وجدة.
في صائفة 1962، إعترض على الانقلاب المسلح على الحكومة المؤقتة الذي قامت به جماعة وجدة، التي زحفت بدبابات جيش الحدود علي العاصمة، و تصادم مع الجماعة.
و في حين حمل زميله آيت أحمد السلاح ضد جماعة وجدة، فإن بوضياف آثر الاعتراض السلمي، ثم فر بجسده الى المغرب عقب انكسار المعارضين أمام الثنائي المتحالف بومدين- بن بلة.
ظل هناك 28 عاما، معارضا لحكم بن بلة ثم بومدين، و بعد وفاة هذا الأخير خفت صوته تماما، و حل الحزب الذي كان يرأسه، و أعتنى بأسرته و بمصنع الآجور الذي كان يرتزق منه في مدينة القنيطرة المغربية.
إلى أن ظهر من جديد قبيل إنتخابات ديسمبر 91، من علي التلفزيون الرسمي، ينادي بإحترام إرادة الشعب أيا كانت النتائج، و كان للجنرالات و أنصارهم رأي آخر.
أرسل الإنقلابيون له أحد أصدقاءه القدامى، وكان يشغل وظيفة وزير لحقوق الإنسان علي هارون، ليُقنعه أنه “الرجل الذي تحتاجه و تنتظره الجزائر، كل الجزائر”.
أستُقدم بوضياف إلي الجزائر العاصمة، سرا وعلى عجل، للقاء من سيصفهم، هو نفسه لاحقا، بأصحاب القرار، أي كبار الجنرالات.
قبل أن يُستقبل رسميا في 16 يناير، إستقبال الرؤساء، و هو التاريخ الذي كان محددا للدور الثاني للإنتخابات التي أعلِن عن إلغائها رسميا، ليرأس المجلس الأعلى للدولة.
و في حين كان يظن أنه سينقذ الجزائر، كان الجنرالات قد استقدموه لكسر شوكة الإسلاميين الذين فازوا بالانتخابات المُجهَضة.
إختلف مع هؤلاء و هؤلاء، فكان مقتله في مثل هذا اليوم من طرف أحد حُراسه من جهاز المخابرات، و يسمى مبارك بومعرافي، الذي يُعتقد أنه لايزال يقبع في السجن، و لكن الذين كانوا مقربين منه، يكادون يجمعوا على أن الذين جاؤوا به هم الذين قتلوه، حتى و لو كان الملازم بومعرافي هو المنفذ. وهو ما كانت قد صدعت به الجموع المشيعة له من أبناء الشعب.
ذلك أن الإغتيال السياسي أداة قهر استعملتها الجماعات العسكرية التي حكمت و تحكم الجزائر، بل و حتى في عهد الثورة، كوسيلة للتخلص من خصومها المزعجين، وقد أصبح بوضياف، بعد أسابيع من استقدامه، مزعجا حقا في نظر بعض أصحاب القرار.
ومن أهم القضايا التي إختلف فيها “الرئيس” المغدور مع من نصبوه كانت قضايا التحقيقات في الفساد التي كان عازما على المضي فيها، وقضية التعامل مع الجبهة الإسلامية واللآلاف من المعتقلين ثم قضية الصحراء الغربية.
لئن كان بوضياف هو أول رئيس يغتال في الجزائر وينقل إغتياله للعالم في بث مباشر، فإن قائمة أسماء الإغتيالات السياسية طويلة جدا، لعل من أبرزهم عبان رمضان، محمد خميستي، كريم بلقاسم، محمد خيدر، علي مسيلي، قاصدي مرباح، ، محمد حردي، عبد الباقي صحرواي، جيلالي اليابس، أبوبكر بلقايد، سعيد مقبل، عبد القادر حشاني، يخلف شراطي، عمر أورتيلان، ميلود بديار، عبد المجيد بن حديد، صالح جبايلي، حمود حمبلي، معطوب الوناس …إلخ
قناعتي أن محمد بوضياف، رحمه الله، كان أحد كبار الثوار الذين ساهموا في تحرير البلاد، لكنه أخطأ خطأ مميتا يوم قبل عرض الجنرالات في يناير 92، و عمره قد جاوز السبعين، و هو الذي رفض، عن حق و صدق، عرض العقداء في 61.
محمد العربي زيتوت
لاطلاع أوسع على وثائق متعلقة بقضية بوضياف يمكن الإستناد للوثائق والروابط المرفقة.
في ذكرى اغتيال محمد بوضياف: نقاط حول السر الأكثر كتمانا في أروقة السلطة الجزائرية
Zitout – في ذكرى اغتيال نظام المخابرات لمحمد بوضياف
منبر الأحرار| الإغتيالات السياسية
Zitout – في ذكرى استقدام الجنرالات لبوضياف ثم اغتياله
اعترافات ضابط مخابرات جزائري..لجنرالات بقتل بوضياف
النقيب أحمد شوشان قاتل بوضياف ليس جزائريا
ناصر بوضياف:من قتل محمد بوضياف ولصالح من ؟
الرئيس بوضياف ضيف برنامجMarche De Siecle
الرئيس بوضياف بدافع عن خيارات الجيش في أحداث أوكتوبر1988
Nacer Boudiaf “Boudiaf, l’Algerie avant tout!”
ALGERIE temoignage du fils Boudiaf 13 parties
اعترافات ضابط مخابرات جزائري..لجنرالات بقتل بوضياف
انا حسب تقديراتي بوضياف كان ضحية لمؤامرة كبرئ رحمه الله دون ان ننسئ ان كل الجزائرييتن كانو ضحايا هذه المؤامرة التي انتهت بالعشرية السوداء يعني الجنرالات و الشعب و الجيش و الاسلاميين و بوضياف و كل الشعب الجزائري كنا ضحية مؤامرة و محطط صهيوني تم بسبب استقبال الجزائر لمؤتمر الاعتراف بفلسطين (لهذا السبب حقد اللوبي الصهيوني العالمي علئ الجزائر ) حيث بعد شهور حدث حصار اقتصادي ضد الجزائر انتهئ بمظاهرات اكتوبر ثم رضوخ الشاذلي و اعلان التعددية مع ان الشعب لم يخرج من اجل التعددية السياسية ثم جاء الاسلاميين السياسيون الذين فازو و تم رفض النتيجة من طرف الجنرالات بدعم الصهاينة و المجتمع الغربي و الفرنسي ثم دخول الجزائر في حرب اهلية – يعني الصهاينة خططوا لكل شيئ لكن عملائهم يهود الجزائر الطين كانو يشغلون مناصب عليا في الدولة قاموا بتنفيذ المخطط – (الجزائر لازال فيها يهود الئ يومنا هذا يدعون انهم مسلمون و هم اشد الناس كرها للعروبة و للاسلام ) و افعالهم تثبت انهم صهاينة مئة بالمئة