من يعتقد أنه بعافية اليوم.. سيصله شر هذا النظام غدا

الجزائر بلدي لا أعلم من أين أبدا وصفها، هل أصف جغرافيتها وطبيعتها الخلابة، أو موقعها الجغرافي و الاستراتيجي الكبير، ولكن في خضم حلاوة هذا الوصف يأتي في الذاكرة هذا السرطان المزمن الدي يعيش بيننا، وهو النظام. هذا الشر الكابس على أنفاسنا ,هذا الداء الذي أصابنا بالفوبيا، وكره لنا الحياة بكل حلوها ,فأصبحنا لا نتدوق طعم السرور وهو بين أظهرنا فأثاره عميقة في التخريب الذي طال كل المجالات.
وها نحن من قريب فقط جاءت ذكرى الاستقلال والسؤال هنا أهو استقلال حقا أم استنساخ لاستعمار أجنبي ذهب وترك لنا استعمار من بني جلدتنا أشد و أمر .أي استقلال وأغلب من في هذا النظام كانوا في صفوف الجيش الفرنسي، وهدا باعتراف المجاهدين الحقيقييين الذين تم تهميشهم على مدار عقود ,واعترافاتهم الخطيرة عن مرحلة ثورة التحرير وكيف تم تصفية رجال الثورة الصادقين وزعمائها بأيدي الخونة ثم تسريب هؤلاء الخونة في صفوف جيش التحرير الوطني إبان الثورة التحريرية.
بعد إعلان الاستقلال بدأ الصراع على السلطة وتم مواصلة مسلسل التصفيات الذي طال عدة شخصيات مهمة في ثورتنا التحريرية و تاريخنا ,لماذا تم تصفيتهم، هذا واضح، لتموت أسرار كثيرة معهم، ولأنهم أيضا كانوا من أصلح ذلك الجيل لتسيير البلاد لأنهم كانوا…رجالا…لأن فرنسا لاتريدهم فأوكلت مهمة تصفيتهم الى عملائها الذين هم يمسكون زمام البلاد الآن، ويعيثون فيها فسادا . وبعد الانتهاء من القضية الاولى من في ظل مسلسل التخريب، تطلع علينا القضية المزمنة التي ضيعت آمال الجزائريين وهي الصراع الخفي بين أجنحة السلطة على فريسة تسمى الجزائر، هذا الصراع الذي نرى منه بعض العلامات من رئيس غائب، لا نعلم عنه شيئا وأتباع له يطالبونه بالعودة ولو كان مشلولا لكي يواصلو النهب والتخريب، وجهات أخرى تبحث عن وجوه قديمة كلهم جاوزوا السبعين، وكأن الشرفاء والشباب انعدموا في البلاد، اي حال أوصلنا إليها هدا النظام الفاسد.
ومع مسلسل آخر من الفساد في سوناطراك، هذه الشركة الأم التي يعتقد الجزائريون أنهم يعيشون من خيراتها وهدا خطأ، فخيراتها تذهب الى النظام بكل مكوناته، من وزارات و مسؤولين و عائلاتهم، أما الشعب فيعيش كما يقول المثل …من لحيتو بخرلو…فهل تم محاسبة المسؤولين عن الفساد في سوناطراك …لن يستطيع أحد محاسبتهم بقوانين هم اصطنعوها لتناسب ممارساتهم الشاذة في النهب والتخريب .
الى جانب آخر من مسلسل التخريب، وهو الأخطر برأي الكثيرين، وهو المنظومة التربوية، ونحن نرى النتائج الهزيلة لتلاميدنا في كل الاطوار، فالمسؤولون عن هذا التخريب خططوا لأهدافهم جيدا لتخريج أجيال، يذهب الكثير منها الى الضياع. ففي خضم هذا المسلسل من الرعب، يتساءل الكثير ماهو الحل مع هدا النظام المفسد؟، فرأيي كل الحلول متاحة إلا الصدام المسلح فقد جربه الجزائريون وكان كارثيا ,فعلى العقلاء والمثقفين وأصحاب المال الشرفاء الإجتماع ووضع خطة وبرنامج لعزل هذا النظام ثم إسقاطه، وشواهد التاريخ في هذا كثيرة ,لأنه من يعتقد أنه بعافية اليوم سيصله شر هذا النظام غدا.

ع.هشام