التعليق الأول:
في خضم الإضطرابات الكبرى التي تشهدها المنطقة العربية خاصة جناحها الشرقي، حدث إغتيال سياسي آخر في تونس، مهد الثورة العربية.
المغدور هوالمعارض التونسى محمد البراهمي وهو نائب في البرلمان، وقد قتل في بيته بإطلاق وابل من الرصاص عليه.
عمل إجرامي آخر من أعمال الثورة المضادة، التي عادت بوقاحة منقطعة النظير، لتمعن في العبث بمصير الشعوب التى أسقطت رؤوس عصابات الفساد و الإستبداد و العمالة، ساعية إلى إحداث أكبر ضرر ممكن للأوطان التى تهم بالنهوض بعد عشرات السنين من الإستعمار الخارجي و الإستعباد الداخلي.
لنعرف من قام بالجريمة فإن السؤال البديهى الذي يطرحه أي عاقل هو من المستفيد منها؟
والجواب إختصارا، هم كل أولئك الذين فقدوا مصالح غير مشروعة من سلطان و مال و نفوذ أو يخشون سقوطها، وهؤلاء موجودون في الداخل كما هم متربصون من خلف الحدود.
التعليق الثاني:
يأتي قتل المعارض التونسى محمد البراهمي اليوم بعد ما يقرب من ستة أشهر من إغتيال معارض آخر، هو شكري بلعيد.
يأتي أيضا حسب بعض المصادر، بعد أن إنسحب المغدورمن حركة الشعب التي قال أنها إقتربت أكثر من السلطة القائمة، كما يأتي بعد أن رفض الإنضمام إلى الحركة الشعبية التى قال أنها تتحالف مع حزب نداء التونس و الذي هو في واقع الحال نسخة جديدة، وإن كانت منقحة، لحزب بن علي المخلوع والمعروف بالتجمع
وقد قالت الحكومة قبل يومين أنها ستكشف المخططون لإغتيال “بلعيد” والذين يقفون وراءه، بعد أن سبق لها وأعلنت عن إلقاء القبض على ثمانية أشخاص بما فيهم أحد القتلة
يأتي الإغتيال في محاولة يائسة لوقف كشف المدبرون الحقيقيون لإغتيال “بلعيد” ولإحداث أكبر قدر ممكن من الفوضى في تونس بعد أن إتضح أن ما يسمى بحركة تمرد التونسية والمدعومة خارجيا والتي تريد أن تستنسخ ما حدث في مصر آئلة لفشل محتوم.
أيا كانت مواقف الرجل، فإن إغتياله يصب في مسار الهجوم المعاكس التي تقوده الثورة المضادة و التي تخوض معركة حياة أو موت .
معركة وجودية إذا، بالنسبة لأولئك الذين نهبوا أقوات الشعوب و أخضعوها للقوى الخرجية تعبث في أوطانها و تنهب أرزاق البلاد و العباد.