ستمضي شعوبنا، رغم المآسى و المكاره، إلى طريق الحرية، وستسقط حكام الخراب والنهب و القتل والعمالة

قبل أسابيع عندما حدثت مظاهرات في تركيا ضد حكومة رجب أردوغان، لأن رئيس بلدية أراد أن يعيد تنظيم حديقة عامة في قلب إسطنبول، قامت القيامة و لم تقعد في الغرب.
فوسائل الإعلام تبث على المباشر من ساحة “تقسيم” أين يعتصم المتظاهرون، و كثير من القنوات لاتتوقف عن البث ليل نهار، و أخرى تقطع برامجها لتُذكر بالنبأ العاجل” جرح أربعة أشخاص و أعتقال عشرون آخرين، والشرطة التركية تستعمل خراطيم المياه…”
و الجرائد تمتلئ صفحاتها بأخبار المعتصمين في إسطنبول، وصورهم وكثير منهم سكارى حتى الثمالة، و يتبولون على صور أردوغان…
ووصل الحد بالإعلام، الفرنسي والألماني بشكل خاص، إلى الحديث عن “مجازر ضد المتظاهرين من طرف حكومة الإسلاميين الدموية…”
والساسة ينددون ويتوعدون ، والحكومات تستنكر و تهدد أردوغان وحكومته بالويل والثبور بأقسى العقوبات إذا إستمر في قمع المتظاهرين…
على الرغم من أن عدد المتظاهرين لم يتعد، في أفضل الأحوال، 20 ألفا من أصل أكثر من 20 مليون يسكنون المدينة و ضواحيها.في مصر، المجزرة تتلوها مجازر وإعتقالات بالآلاف، و إنقلاب عسكري دموي و تعطيل للدستور و و و…
و الغرب يطالب “الطرفين بضبط النفس” …و في أفضل الأحيان “عدم إستخدام العنف المفرط…”

كنت دائما أدرك أن الغرب الرسمي، على إستثناءات قليلة، ليس له مبادئ، ولكن مصالح مادية و ثقافية بحتة، وأكثرها غير مشروع…
وقد قُلت ذلك صراحة لبعضهم في بعض الندوات أو البرامج التلفزيونية التي شاركت فيها، قلت لهم “للأسف أنتم لديكم أهواء و ليس قيم، من وافق هواكم إنتصرتم له، ومن عاديتم حركتم الجيوش ضده إذا لزم الأمر… و من عارض هواكم تنكرتم لما تسمونه قيم ومبادئ، وأغمضتم أعينكم عن الجرائم التي تُرتكب، وفي كثير من الأحيان تتواطؤون مع المجرمين في أوطاننا لأنهم خدم لمصالحكم…”

تجربة الجزائر أثبتت لنا ذلك وهاهي تجربة مصر تُسقط آخر أوراق التوت عنهم.
ستكفر الشعوب المسلمة بأي شيء يأتي من الغرب، حتى و لو كان سيجعل أوطانها جنات، إلا إذا تدارك بعض العقلاء عندهم، أن مايقومون به هو شراكة في جرائم ضد الإنسانية، قبل أن يكون خيانة للقيم والمبادئ التي يزعمون الدفاع عنها.

أما شعوبنا فستمضي رغم المآسي و المكاره، إلى طريق الحرية وستسقط ،إن عاجلا أم آجلا، حكام الخراب والنهب و القتل والعمالة.