يأتي قتل المعارض التونسي محمد البراهمي اليوم بعد ما يقرب من ستة أشهر من إغتيال معارض آخر، هو شكري بلعيد.
يأتي أيضا حسب بعض المصادر، بعد أن إنسحب المغدور من حركة الشعب، التي قال أنها إقتربت أكثر من السلطة القائمة، كما يأتي بعد أن رفض الإنضمام إلى الحركة الشعبية التى قال أنها تتحالف مع حزب ” نداء تونس “، و الذي هو في واقع الحال نسخة جديدة، وإن كانت منقحة، لحزب بن علي الخلوع والمعروف بالتجمع.
وقد قالت الحكومة قبل يومين أنها ستكشف المخططين لإغتيال “بلعيد” والذين يقفون وراءه، بعد أن سبق لها وأعلنت عن إلقاء القبض على ثمانية أشخاص بما فيهم أحد قتلته.
يأتي الإغتيال في محاولة يائسة لوقف كشف المدبرين الحقيقيين لإغتيال “بلعيد”، ولإحداث أكبر قدر ممكن من الفوضى في تونس، بعد أن إتضح أن ما يسمى بحركة تمرد التونسية والمدعومة خارجيا والتي تريد أن تستنسخ ما حدث في مصر آئلة لفشل محتوم.
أيا كانت مواقف الرجل، فإن إغتياله يصب في مسار الهجوم المعاكس الذي تقوده الثورة المضادة و التي تخوض معركة حياة أو موت .
معركة وجودية إذا، بالنسبة لأولئك الذين نهبوا أقوات الشعوب و أخضعوها للقوى الخرجية تعبث في أوطانها و تنهب أرزاق البلاد و العباد.