وكأنها إستفاقت من حلم جميل…

إنتفض الملايين من المصريين في تحدى صارخ للإنقلابيين، الذين كانوا قد توعدوا وهددوا بفض الإعتصمات السلمية بالقوة أي كانت العواقب، فأمتدت المظاهرات والإعتصامات، ليس فقط لتشمل ساحات جديدة في القاهرة ومدن أخرى، ولكن أيضا لمدن كانت يعتقد على نطاق واسع أنها موالية في المطلق للتيار الإستئصالي، كالأسكندرية ثاني كبرى المدن المصرية، التي عرفت، في جمعة “ضد الإنقلاب”،واحدة من أكبر المظاهرات في تاريخها.

و خرجت منظمات و شخصيات مصرية كانت لحد الساعة قد إلتزمت بشكل أو بآخر”الحياد” كالشيخ “حسان” أحد كبار مشايخ السلفية المصرية أوناصرت الإنقلابيين كأغلبية الجماعات الحقوقية المصرية وشيخ الأزهر، لترفض صراحة أي فض بالقوة للإعتصامات السلمية، وتحذر عتاة قادة الإنقلاب من النتائج المترتبة على مجازر متوقعة يقينا.

و على المستوى الدولي إعترفت أمريكا بتورطها في المؤامرة بدعوى أن “عزل الرئيس مرسي هو استعادة للديمقراطية، كما جاء على لسان وزير خارجيتها بالأمس ليعود و يقول اليوم، وقد تأكدوا من إستحالة نجاح الإنقلاب بعد أكثر من 30 يوما على إقترافه، أن “ليس من مخرج في مصر إلا المخرج السياسي السلمي الذي لا يقصى أحدا”. أما وفد الأفارقة فقد كان أشرف و أصدق حين قال عقب زيارته للمستضعفين في رابعة العدوية أن”مرسى هو نلسون منديلا مصر”.

بدورها عادت الدول الغربية لتبدو وكأنها إستفاقت من حلم جميل، حلمت به لليالي طويلة في هذا الصيف الحارق، وهو إسقاط نظام حكم جاء بمن يكرهون ويهدد مصالح عصابات كثيرة في المنطقة دانت لهم بالواء حتى العمالة، إستفاقت على كابوس مرعب وهوأن سقوط الشرعية يعنى على أكثر الإحتمالات توقعا “وصول المتشددين لحكم مصر” على قول أخد كبار النواب الأمريكيين، وهم لايكرهونهم فقط ولكن يشنون عليهم حربا عالمية في بقاع كثيرة من هذا العالم.

في هذا الوقت زاد الإنشقاق بين عصابة الإنقلاب بين متحمس لمزيد من المجازر ومحذر منها كالبرادعي، لأنها سترعب الضمير العالمي، والذي بدأ ينزعج من “حماة الديار ومواليهم ربان الديمقلراطية” مما فتح عليه بحر من الهجومات والسباب و الشتائم من بعض كهنة الإعلام المصري وهم أنفسهم الذين كانوا يمدحون حتى الثمالة صاحب جائزة “نوبل للسلام”.

محمد العربي زيتوت