ليلة القدر أم ليلة التمديد..

في حين يعتقد كثير من عامة المسلمين أن ليلة السابع والعشرين من رمضان هي ليلة القدر، فإن ساسة مصر الذين جاؤوا على ظهر الدبابة أرادوها أن تكون “ليلة للتمديد”.
تمديد بقاء وزراء أجانب إستنجدوا بهم، بعد أن بدى جليا أن الصمود السلمي الأسطوري للمستضعفيتن في ساحات مصر، في طريقه لتحطيم التفويض الذي أراده الجنرال المغامر،
والذي أراد من خلاله ترهيب الذين يحاربونه بالكلمات الصادعة والخطوات الثابتة والحازم،ة والتي زادها الصوم، في حر خانق، قوة وصلابة.
و هو الذي ظن أنه سيخدع العالم كما فعل من قبل، حين أقسم سحرته في الإعلام العنصري المضلل، أن الذين خرجوا ينادون بإسقاط”حكم الإخوان” في 30 يونيو، قد “جاوز 33 مليون مواطنا صالحا” بل أن منهم من تحدث عن 50 مليونا…

الممددون لإقامتهم في القاهرة الليلة، حيث الحرارة الشديدة، مرفوقة بالرطوبة و التلوث التي تشتهر به المدينة، التي يقارب سكانهاالعشرون مليونا، هم وليام بيرنز مساعد وزير الخارجية الأمريكي، وصديقيه وزير خارجية قطر وغريمه الإماراتي، هذا الأخير الذي دب الرعب في أوصال إخوانه أمراء اللهو والشهوات العابثين في دبي وأبوظبي، بعد أن تكاثرت الدلائل أن الإنقلاب الذي صرفوا عليه مليارات من الدولارات المنهوبة من أقوات الشعوب، وأشهرا من الجهد المتواصل بتخطيط “دحلان وإخونه”… آئل لامحالة للإندثار والإندحار.

أغرب ما في الأمر، أن الممددون يسارعون الخطى في هذه اللحظات، للقاء شخص رُمي به في السجن، بعد أن أقتحم مخدعه زوار فجر ليلة الإنقلاب، وأتهم بأكثر الشرور والمصائب التي حلت بمصر، بما فيها “قتل مواطنين والتخابر مع العدو الحمساوي”. إنه خيرت الشاطر، نائب مرشد الإخوان و أقوى رجالهم على مايعتقد، والذي من المتوقع أن يرفض لقاء أمير التآمر الإماراتي إن قابل الآخرين أصلا.

السيسي و أصحابه في ورطة حقيقية، وقد زاد ت الخلافات بينهم وظهرت للعلن أكثر فأكثر، وهو ماجعل الجنرال المقامر يستنجد بأمريكا الذي إشتكى في حديثه للواشنطن بوست بالأمس أنها “خذلته وتجاهلته” وهو الذي أراد بإنقلابه “منع مرسي و الإخوان من بناء دولة تمهد لقيام إمبراطورية إسلامية”
عمالة للغرب وخيانة للوطن…على سبق إصرار و ترصد، دون أدنى حياء أو خجل.

محمد العربي زيتوت