حتما سيكون فيها النصر للمستضعفين

تكشفت مزيد من الحقائق المفزعة للضمير الإنساني لما حدث أول أمس من فضاعات ضد المعتصمين السلميين، فقد أظهرت صور و فيديوهات مدى الحقد الذي مارسته ما يسمى بقوى الأمن المصرية ضد أبناء شعبها.
لقد إستخدمت الجرافات والرصاص الحي والرصاص المتفجر والقنص المباشربما فيه القنص بالهليكوبتر، ناهيك عن الغازات الخانقة والحرق والتعذيب قبل القتل ونهب الممتلكات…
ولخص ذلك مراسل شبكة “سكاي نيوز”، فوصفه بحق، بانه ” هجوم عسكري كبير على المدنيين العزل” بما فيهم نساء وأطفال وحتى رضع.
ولم ينجو الصحفيين والمصورين من الإعتقال والإعتداء، والقتل في بعض الأحيان.
وعبثا تحاول السلطات الإنقلابية التستر على العدد الحقيقي للقتلى والجرحى، فقد ذكرت أكثر من جهة محايدة أن عدد القتلى جاوز الألف، في حين أن مصادر المعتصمون تتحدث عما يزيد عن 2600 قتيل وآلاف الجرحى.
وأي كان العدد، و هو بكل تأكيد قد جاوز عدة مئات من القتلى الأبرياء، فإن الطريقة البشعة والوسائل المستخدمة لصد إعتصامات، أثبتت أنها سلمية على مدار سبعة أسابيع كاملة، قد صدمت الناس في كل مكان وأظهرت للعالم أجمع، الذي شاهد كثير من فصول الهجوم على المباشر، أن جنرالات مصر، على غرار جنرالات عرب آخرين، إرتكبوا مالم يكن يخطر على قلب كثير من البشر من الفضاعات و المجازر في وضح النهار و بلا مبرر ضد أبناء شعبهم من المدنيين العزل.
لقد أرتكبت جرائم ترقى لكونها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في نظر القانون الدولي، مما يعنى أنها ستلاحق مرتكبيها ما داموا أحياء. وما عند الله أعظم.
في هذا الوقت مازال إعلام الكذب والتضليل يكذب بلا حدود، و يخادع بلا حياء، ويقلب الحقائق عساه يخفف من غضب العالم الذي أرعبته المحرقة فصدرت أقوال و بيانات منددة بالجريمة النكراء في عدد من عواصم العالم بما فيها تلك التى ناصرت و تواطأت مع الإنقلابيين.
لم ينل ذلك من عزم الثائرين و الذين هاجموا عدد من مقرات الحكم الجديد و إستولوا على كثير منها و سيطرواعلى مدن بأكملها رغم حالة الطوارئ و حظر التجوال.
وسيخرج اليوم و مباشرة بعد إنتهاء صلاة الجمعة، أي بعد أقل من ساعتين من الآن، الملايين في كل أرض مصر في صمود ومقاومة لكبارمجرمي الحكم الإنقلابي الذين هددوا بأنهم سيقتلون المزيد دون أدنى تردد.
إن معركة مصر اليوم هي معركة بين المستضعفين الذين ضاقوا ذرعا بالقيد والقهر والإستعباد وبين عصابات نهب وقتل و إستبداد، أخضعت الشعوب و الأوطان بدعم الغرب و الشرق، و تريد أن تظل كذلك، فهي تخوض حرب وجود.
إن الأمة كلها في مشارق الأرض و مغاربها معلقة قلوبها بهذه المواجهة الجديدة، الفارقة والحاسمة.
مواجهة بدأت منذ أزيد من عامين ونصف وقد تدوم أعوام أخرى، ولكن حتما سيكون فيها النصر للمستضعفين كما كان قبل آلاف السنين و على نفس الأرض “وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ، وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ”

 

محمد العربي زيتوت