الذي كتبه صديقنا الفاضل الدكتور موسى آيت مبارك، والذي شرَح فيه الخطاب الإعلامي الإستئصالي، الذي تبنته القوى الإنقلابية في الجزائر، ومهدت من خلاله لإرتكاب جرائم مرعبة ضد معارضي الإنقلاب، و في كثير من الأحيان ضد بسطاء الناس، وعرفت فيما بعد بالحرب القذرة التي حطمت الجزائر و لاتزال.
هذا الخطاب ينتشر بقوة اليوم على وسائل الإعلام المصرية و العربية المساندة لإنقلاب عسكر مصر على الإرادة الشعبية، و قد أحدث ذلك جرائم بشعة في خمسين يوما من حياة الإنقلاب، ولكن سيحدث فضاعات ليس لها حدود إذا إستمر دعاة الإستئصال في شيطنة و تخوين و إلغاء الآخر.
تقول إحدى الفقرات:
“هنا يتجاوز الخيال النافي لصفة الآدمية حاجزا آخر، الحاجز الذي يفصل الانسان عن الحيوان. فخطاب التوحيش يقتضي تدنيس حرمة الانسان الذي يمثل في صور وحشية، ويجعل من بني آدم وجها اجتماعيا للبهيمة. ويعبر هذا الخطاب عن خرق حد عصيب بين الداخل والخارج، بين الـ “أنا” وما يجب إقصاؤه منه لإبقاء التمايز عن الآخر. وعندما يستهدف الإقصاء الخطابي شعبا بكامله، تصبح أدبيات البهيمة خطابا للإبادة الجماعية.
كل قراءة للشهادات حول التعذيب المروية في هذا الكتاب تأبى إلا أن توقفك عند الهوة المدهشة التي تفصلك بين الجلاد وضحيته ، فالألم بالنسبة للضحية، هو متواجد بلا نهاية، أما بالنسبة للجلاد، الذي يستحوذ على صفات هذا الألم لكن ينكره، فهو غائب،فللجسد والألم وجود ساحق بالنسبة للرجل أو المرأة الذي يتعرض للتعذيب، بينما الأنا والصوت وباقي العالم، فهم غائبون، وهذه الأنطولوجية معكوسة بالنسبة للجلاد، وهذه الهوة هي تضاد كعلاقة اجتماعية وإقصاء من الناحية الأخلاقية
حمل فصل إيديولوجية التعذيب: خطابة الترعيب لموسى أيت مبارك
الكتاب كاملا متوفر باللغة الفرنسية على هذا الرابط: