بعيد سقوط المفسد المستبد مبارك، كتب أحد المصريين اللافتة المرفقة، بقدر ما أعجبتني و أضحكتني، بقدر ما أشعرتني بخطورتها وبأن هذا يمكن أن يحدث إذا ضل الثوار طريقهم، إذا لم يسقطوا جسم الإستبداد و الفساد و الطغيان، بعبارة واحدة سقوط كل عصابة مبارك وبن علي و أمثالهما”.
رحت أقول وأكتب في اكثر من مكان و زمان أن “لكل ثورة ثورة مضادة بالطبيعة، وأن الثورة المضادة حتما ستحاول هدم الثورة”. وأن “سقوط الرأس إذا لم يتبعه سقوط جسم الفساد و الإستبداد فسيكون كارثة لأن ذلك الجسد سيلد رؤوس أبشع وأخطر”. و أن “ثورة لا تنهى إعلام و قضاء و جنرالات و مخابرات وبوليس العصابة الساقطة هي ثورة هزلية وأقرب إلى أن تكون عبثية وقد تصبح عدمية”.
وكم كررت، حتى مل بعض الناس من ذلك، من “إن نصف ثورة هي أخطر على الوطن و الشعب من أن لا تقوم بثورة”
تذكرت كل هذا وقد قلته وقاله آخرين وإن كانوا قلة، وقد أعلن عن خروج مبارك من السجن، و هو المجرم الذي أخضع و جوع أغلبية الشعب المصرى، وحطم و أرهق وطنه، وتآمر و خان شعوب المنطقة كلها ومكن منها القوي الصهيونية والإستعمارية.
و مع ذلك فأنا أرى أن في كل ذلك خير، فقد سقطت آخر ورقة توت، كان الإنقلابيون يتسترون خلفها و يبررون جرائمهم بها وهي أن “الشعب هو الذي أراد إسقاط حكم الإخوان في ثورة 30 يونيو”
اليوم، وقد تصاعد الصراخ والنياح من بعض الذين أستغفلوا من الثوار، فإني لا أجد أكثر من الكلمات التي كنت قد قلتها عنهم،على هذه الصفحة بالذات، في اليوم الموالي للإنقلاب أي يوم الخميس 4 يوليو:
“الثوار الحقيقيون الذين شاركوا، بشكل أو بآخر، في إسقاط حكم مرسي سيندمون ندما عظيما عندما يكتشفون أنهم أسقطوا حلفاء، وإن إختصموا معهم، ليأتي بلطجية نظام مبارك وعسكره ليحكموهم من جديد وبعقلية إنتقامية غير مسبوقة.
كثير منهم يومها سيفضل الموت على الحياة… طبعا سيكون ذلك بعد خراب مالطا، كما يقال”.
محمد العربي زيتوت