أضع أمامكم نص الحوار الشفوي الذي كنت قد أجريته مع صحيفة هسبريس المغربية قبل أسبوع، والذي تناولت فيه الحديث عن الأوضاع في مصر وسوريا، وكذا الجزائر.
قال محمد العربي زيتوت، المعارض السياسي الجزائري ومؤسس حركة رشاد، في حوار خص به هسبريس من العاصمة البريطانية لندن، إنه تفاجأ بقوة الصمود وبالقدرة الهائلة التي أبداها القادة في مصر الذين اشرفوا على الاعتصامات السلمية على ما يزيد عن 45 يوما قبل أن تتعرض للفض من قبل العسكر، والذي خلف العشرات من القتلى والجرحى، وعن السيناريوهات المحتملة للأزمة المصرية، أضاف الدبلوماسي الجزائري السابق والمحلل السياسي، بأن السيناريو السوري يبقى أكثر احتمالا إذا ما استمر التظاهر السلمي، بحيث إنه من المحتمل أن تبدأ بعض الانشقاقات من الجنود الذين يرون القتل بحق النساء والشباب والأطفال ولم يواجهوا بالسلاح.
واعتبر زيتوت، في الجزء الأول من الحوار، أن الربيع العربي بدأ في الجزائر مبكرا جدا يوم 5 أكتوبر عام 1988، وعن مستقبل النظام الجزائري، قال العضو المؤسس لحركة رشاد :”ليس لدي أدنى شك في سقوط النظام، وإنما السؤال متى وكم ستكون التكاليف؟ أحداث مصر وسوريا ستؤثر، والناس قلوبها معلقة بما يحدث في مصر وأيضا بما يحدث في سوريا وفي المنطقة كلها، نحن أمة واحدة ودماؤنا واحدة ونحن كالجسد الواحد مترابطون تماما”..
أستاذ محمد العربي زيتوت، هل فاجأك حجم الضحايا الذين سقوطا في مصر خلال هذه الأيام من قبل الجيش المصري؟
صراحة لم يفاجئني، ما فاجأني هو الطريقة البشعة التي تمت، لكن كون الجنرالات السيسي ومن معه وما قاموا به هذا لم يفاجئني أنا تحدثت عن هذا الموضوع في الأيام الأولى وقلت لا أستبعد أن يقوم الجنرال السيسي ومن معه بما قام به الجنرالات في الجزائر، وهو رد دموي بشع على من يعارض سلطتهم وعلى من يقف في وجههم، وأنهم سيلجؤون في نهاية المطاف إلى قتل الناس ثم يتهمونهم بالإرهاب.
وقد كتبت هذا في الأيام الأولى، وكان بعض الإخوة المصريين وغير المصريين يقولون لي لعلك لا تزال متأثرا بالتجربة الجزائرية كون الجيش المصري لن يفعل ذلك، قلت أنا لا أبني تحليلاتي على أمور عاطفية أو على أشياء شخصية، وإنما أبني التحليلات على معرفة، وهو عندما تكون نفس الأسباب ستؤدي إلى نفس النتائج ونفس المقدمات تؤدي إلى نفس النتائج، وهو أنه لدينا جيوش تشترك في نفس الشيء، جيوش تربت على قهر الشعوب وليس على حمايتها..
هل تفاجأت بصمود الشعب المصرين أو على الأقل بجزء منه المدافع عن الشرعية؟
هذا نعم.. في الحقيقة وبالرغم مما كنت أوقع من صمود فلا أخفيك أنه زاد إعجابي، بل كبر جدا إعجابي بالقدرة الهائلة التي أبداها القادة الذين اشرفوا على الاعتصامات السلمية على ما يزيد عن 45 يوما، وربما أكثر من ذلك إذا استحضرنا الناس البسطاء من المصريين الذين كانوا يقضون أحيانا الليل والنهار خلال أيام متواصلة وتحت الشمس الحارقة في رمضان وفي مدينة معروفة بتلوثها وهوائها غير النقي وتحت ضغط إعلامي رهيب وما ينشره من أكاذيب وأراجيف وتضليل متعمد، ومع ذلك تبثوا وصبروا، بل واستطاعوا أن يبقوا سلميين حتى وإن تمت مهاجمتهم بطريقة بشعة بالأسلحة.
حقيقة إن الشعب المصري يبعث من جديد، والأمة كلها تبعث من جديد، ولكن الشعب المصري بشكل خاص كان يوصف كونه ذليلا وخاضعا ويتبع أيا كان، وأتذكر أني ذكرت مرة أن بعض المفسرين كانوا يقولون إن الله أرسل الأنبياء إلى قومهم جميعا إلا الشعب المصري لم يرسل إليه موسى، بل إن الله أرسل موسى إلى فرعون مباشرة وقال له “اذهب إلى فرعون إنه طغى” فموسى أرسل إلى فرعون ولم يرسل إلى شعبه بدرجة أولى، وكان من استنتج أن ذلك يعني ان الشعب المصري تابع للحاكم، بل منهم من كان يذهب إلى أنه إن كان الحاكم في مصر جيدا فسيكون الشعب.
فعلا تمت الأحداث الآن في مصر أن هذه الفكرة ليست صحيحة، وأن الشعب المصري تذوق الحرية وعانقها، وها هو الآن يضحي من أجلها ومن أجل استعادة الهوية وكذا أمواله المنهوبة ووطنه الضائع ودولته الفاشلة وهو يطمح في استعادة الحياة الكريمة بوجه عام…
على ذكر الهوية هناك من يرى أن هناك حربا على الإسلام مثل قتل الصائمين وقتل الساجدين واستباحة المساجد، بل إن الأمر تجاوز إلى دعوة إلى إفطار جماعي في منطقة القبائل في الجزائر ورفت شعارات في تونس : “ثورة والإسلام يطلع برا”..
لا شك في ذلك، فالحرب في أبعادها القصوى وفي أبعادها الاستراتيجية هي حرب على الإسلام، ليس فقط على كشريعة بل أيضا على الإسلام كهوية وعقيدة ويُراد أن يخرج الإسلام من عقائد الناس ومن حياتهم اليومية، وفي أفضل الأحوال هناك من يريد حصر الإسلام بين جدران المساجد مع ما يرافق ذلك من وضع الكثير من الشروط والظروف كي يضيقوا على الناس حتى في قضية الطقوس والعبادات والتي، للأسف، كانت على عهد الاستعمار محفوظة ومضمونة، “فالحرب الجارية حاليا هي بكل تأكيد حرب على الإسلام، وإن شئت الدقة فهي حرب على إسلام معين، أي الإسلام الذي يحرر الشعوب والذي يرفض حكم العصابات والمجموعات التي تصل للحكم عن طريق السلالة والدبابة والعمالة للأجنبي”.
الشعوب اليوم بدأت تفهم أنه بدون إصلاح نظام الحكم فإنها ستبقى تحت عصابات متخلفة دمرت الأوطان، وفي الجزائر مثلا هناك مدن كانت أفضل وأجمل أيام الاستعمار، هل يعقل بعد 51 سنة تكون أسوأ العصابات التي تركها الاستعمار أسوأ منه بالرغم من أنها تحمل أسماءنا ووجوهنا بل هي أكثر دموية، إذن هناك معركة على الإسلام، وهنا أقصد الإسلام الذي يحرر الشعوب، والمعركة على الإسلام كعقيدة وكهوية تخوضها قوى كبرى متعددة شرقا وغربا وتنفذها عصابات محلية.
هناك من يطرح سيناريوهين للانتفاضة المصرية، الأمر يتعلق بالسيناريو الجزائري والسناريو السوري، لكن إذا ما حافظ المصريون على سلميتهم أن تصنع سيناريو ثالث مع العلم أنك قلت بأن الصمود قد فاجأك؟
أنا كنت أعلم أن المصريين سيصمدون، ولكن قوة الصمود وعمق الصمود وبعد الصمود والفهم العميق لهذا الصمود وآفاقه، لأنك حينما تستمع للمعتصمين ستعرف لماذا هم صامدون، هم يفهمون أن المعركة هي ليست على من يحكم اليوم أو غدا، بل هي معركة على أكثر من ذلك أكبر من ذلك، هي معركة على الكرامة والهوية والحرية، وهي ليست معركة على العيش والخبز بالرغم من أنه جزء من المعركة.
ما يقع في مصر حاليا كله مفتوح على كافة الاحتمالات، ونتمنى ألا يذهب في الاتجاه الجزائري، لأن الاتجاه الجزائري كان فضيعا ومدمرا، ولكن الخطوات الأولى توحي بأنهم يذهبون للاتجاه الجزائري، وربما السوري الذي يعني انقسام الجيش، والجزائري بمعنى أنه حرب قذرة يخوضها كبار جنرالات الجيش الجزائري داخل أسوار مغلقة، حاليا في مصر فالمواجهة تخاض خارج الأسوار وأمام مرأى ومسمع من الناس.
فالنظام الجزائري استفاد من ثلاثة أشياء لن يستطيع أن يحصل عليها النظام المصري الحالي.
الأمر الأول أنه أدار المعركة داخل أسوار مغلقة، في البداية كان هناك صحفيون جزائريون وأجانب حاولوا أن ينقلوا الصورة، فكانت هناك اغتيالات لعدد كبير من الصحفيين، وعدد منهم قتله النظام وخاصة بعض المشاهير منهم وهناك أدلة ثابتة الآن على ذلك، وكثير من الصحفيين الغربيين غادروا لأنه قتل منهم أيضا بعض الأشخاص، والآن تثبت أدلة أن القتل كانت من ورائه المخابرات، وهذا لا يعني أن الإسلاميين هم أيضا لم يرتكبوا أيضا جرائم، بالتأكيد بعض الجماعات اخترقت وبعضها الآخر ارتكبت هذه الجرائم عن قناعة، لكن الجرائم الكبرى والأساسية بكل تأكيد كانت من ورائها كتائب الموت وكانت تديرها المخابرات الجزائرية، وهناك شهادات كثيرة لضباط سابقين بما فيها شهادة العقيد سمراوي في كتاب مشهور وبما فيها أيضا شهادة حبيب سواعدية وكان في القوات الخاصة وشهادات لآخرين، وكل هذه الشهادات تثبت من أن في الحقيقة الكثير من الجرائم التي نسبت إلى الجماعات الإسلامية هي نسبت كذبا ولم تكن صحيحة وإنما قامت بها جهات خاصة تابعة للمخابرات وأجهزتها الخاصة ممكن أن تتجه الثورة المصرية إلى هذا الاتجاه، ولكن كما قلت لك بأن الثورة المصرية ستدور ليس خلف أسوار مغلقة وإنما تحت الأنظار العالم ولك ببركة التكنولوجيا التي توفرت هذه الخاصية التي استفاد منها النظام الجزائري بشكل كبير لم تحصل للنظام المصري.
والأمر الثاني هو أن الناس ولمدة طويلة رأت بأم أعينها وهذه أيضا ساهم فيها الإعلام الجديد، أن هؤلاء كانوا سلميين بل بعضهم دفعوا أبناءهم ثمنا لذلك، وهكذا نسمع مقتل ابن المرشد بديع ومقتل بنت البلتاجي ومقتل بنت وصهر الشاطر، وهؤلاء كلهم قيادات في جماعة الإخوان المسلمين، إذن أبناءهم يموتون أيضا ويقتلون أيضا ولا يدفعون بأبناء الشعب كما كانت تقول الدعاية الرسمية.
إذن ثبت أن هؤلاء الناس لم يذهبوا للسلاح وإما إلى السلمية. الجزائريون لم يستطيعوا أن يوصلوا ذلك إلى العالم بالرغم من أنهم كانوا ولمدة طويلة سلميين، ولكن النظام ظل يتهمهم بالإرهاب وأنهم جماعات إرهابية حتى ترسخت لدى العالم وكما تعلم أن الشعار اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك العالم كان يطبقه النظام الجزائري في حربه مع الشعب.
والأمر الثالث هو أن أحداث مصر جاءت في سياق تغيرات هائلة على صعيد المسرح العالمي والعربي بشكل خاص، يعني عندما بدأت الثورة في الجزائر بعيد الانقلاب، بدأت مبكرا جدا ولعل هذا من أسباب فشلها، لم تكن ليبيا محررة بحيث كان القذافي موجودا وهو واحد من أعمدة الإجرام العربي، ولم تكن تونس محررة كان بن علي موجودا، ولم تكن سوريا على أبواب التحرير، كان سوريا تحت الحذاء ولا أحد يسمع بها.
لم تكن الشعوب قد ذاقت الحرية وقد رأت أنها بدأت تسقط هذه العصابات وهذا ما لم يتوفر آنذاك للشعب الجزائري بمعنى م يكن هناك مثال جيد يحتذى به. إذن هذه الأسباب الثلاثة نعتقد أنها لن تساعد الانقلابين في مصر وأعتقد أنه في نهاية المطاف لم تذهب في اتجاه الجزائري تماما حتى وإن استمدت منه بعض الأوجه أو بعض المظاهر.
والسيناريو السوري؟
يبقى السيناريو السوري أكثر احتمالا، وإن كنا لا نتمنى ذلك لأنني أعتقد انه ستبدأ بعض الانشقاقات وستبدأ صغيرة لأن الكثير من الجنود يرون الآن القتل بحق النساء والشباب والأطفال ولم يواجهوا بالسلاح، ففي نهاية المطاف سيسأل الجندي نفسه ومنهم من سيصاب بالجنون من هول ما يرى من مظاهر القتل بحق أناس سلميين، والكثير منهم سيلقي السلاح وربما البعض منهم سينضم إلى الجهة الأخرى إذا ما حمل المصريون السلاح، وهو ما لا نتمناه.
قد نجد أننا إزاء سيناريو سوري جديد، وطبعا قد تدفع بعض الجماعات المتشددة في هذا الاتجاه، وأنا أراه خاطئا، ولكن يجب أن نفهم أن الإنسان الذي يقتل ابنه أو أخوه أو بنته أو زوجته أو أصدقائه، أحيانا لا يتحمل فقد يحمل الإنسان المعتدى عليه هو أيضا السلاح…
الآن لا يزال الناس يتظاهرون..
ما دام الناس يتظاهرون ويخرجون بالملايين فهو الضمان الرئيس من ألا تتحول إلى السلاح بالرغم من أن النظام والعصابة التي معه تريد أن تقضي على التظاهر السلمي لكي تحول الساخطين إلى مجموعات “إرهابية” كما فعل النظام الجزائري.
هل سيقدم الجيش على سياسة الأرض المحروقة إذا ما استمر التظاهر؟
لحد الآن نلحظ أنه أقدم، البدايات تشير أنه سيقدم على ذلك، وقبل قليل كنت أستمع للقناة الإسرائيلية العاشرة تقول أن السيسي أبلغ قادة إسرائيل وكبار جنرالاتها من أنه لن يتراجع عن سحق الإخوان، هذا يعنى سحق الجميع، إذن المشكلة هي هذه، إلى أي حد سيلقى الدعم الغربي، ويبدو أن الدعم الروسي الآن أصبح مضمونا، روسيا تريد أن تدعمهم بكل قوة، والدعم الخليجي أصبح أكثر من مضمون، وسمعنا لخادم الحرمين، وهو في الحقيقة وأقولها بكل صراحة ما هو إلا خائن للأمة جميعا وللحرمين أساسا، وعلنا أنه يقول بأنه سيدعم هذه العصابة، لأنهم يدركون أن سقوط العصابة السيسي ستؤدي حتما إلى سقوطهم..
والآن نعود إلى الشأن الجزائري والمغربي عموما لماذا لم يصل الربيع العربي إلى الجزائر والذي وصل للمغرب وموريتانيا وتونس وليبيا ولم تصب شظاياه الجزائر؟
في الحقيقة إن الربيع العربي وصل للجزائر مبكرا جدا أي وصل في عام 1988، بالضبط في 5 أكتوبر، أي وصل قبل الجميع وربما هذا كان من ضمن الأسباب لفشله أي مثل الجنين الذي يولد قبل أن يكمل شهوره، أما ألان لماذا تتحرك الجزائر، أنا أقول لا هناك حركات، فهل تعلم أن هناك أكثر من 10 ألاف حركة احتجاجية في العام الماضي، وهذا رقم رسمي، والسنة التي قبلها كانت 10 آلاف أو يزيد، احتجاجات عارمة موجودة في الجزائر، وهناك تعتيم إعلامي رهيب.
النظام الجزائري نجح في شيء واحد وهو التعتيم الإعلامي الرهيب، وأكررها وأقول تعتيم إعلامي رهيب، وهناك من القنوات الخارجية تتواطأ مع النظام أو على الأقل تسكت على جرائمه وحتى القنوات التي يعتبرها الناس جيدة وموضوعية تسكت على النظام الجزائري، وهل سيسقط نظام العصابة الجزائرية أم لا؟ ليس لدي أدنى شك في ذلك، وإنما السؤال متى وكم ستكون التكاليف؟ أحداث مصر وسوريا ستؤثر، والناس قلوبها معلقة بما يحدث في مصر وايضا بما يحدث في سوريا وفي المنطقة كلها، نحن أمة واحدة ودماؤنا واحدة ونحن كالجسد الواحد مترابطون تماما، ,اعتقد نفس الشيء في المغرب حيث اليوم القلوب والعقول كلها اتجاه الشرق وخاصة في اتجاه القاهرة…
على ذكر المغرب خرجت مسيرة بالرباط تضامنا مع ضحايا مصر..
وهذا منطقي وعادي جدا لأننا جسد واحد وأرادت “سايس بيكو” أن تقطعنا تقطيعا ووضعت علينا عصابات لتحكمنا في خدمتها وفي خدمة من معها، وهم وكلاء لهم، ولكن هذه الثورات ستحطم في نهاية المطاف حدود “سايس بيكو” على المدى البعيد..
من يحكم الجزائر مع فترة مرض الرئيس بوتفليقة؟
الجزائر منذ الانقلاب تحكمها عصبة من الجنرالات، وحتى إن بوضياف رحمه الله، والذي كان عندكم في المغرب، سماهم تأدبا Les décideurs أي أصحاب القرار، أي أن الذين جلبوه بعدما ووضعوه بعد انقلاب 1992، ثم قتلوه، فــ Les décideurs أو المقررون، أو الجنرالات بعبارة أوضح، طبعا تغير البعض منهم ومات البعض وجاء البعض، لكن الأصل كجهاز فهو باق، والجهاز يتكون أساسا من المخابرات العسكرية.
هناك من يقول أنه من يحكم الجزائر حاليا هو توفيق مدين رئيس جهاز المخابرات؟
هو الحاكم الأكبر، لكن ليس هو وحده من يحكم، هناك في الجزائر مجموعة من الجنرالات داخل “الدي أر أس” هناك 18 جنرالا يشكلون حكومة الظل، وهي التي لها الملفات الرئيسية التي تشرف عليها DRS، هناك جهاز مكلف بقطاع الأحزاب، وهناك آخر مكلف بقطاع الطاقة، وهناك آخر مكلف بقطاع التعليم، وهناك آخر مكلف بقطاع العلاقات مع المغرب، وهناك آخر مكلف بقطاع العلاقات الخارجية… وهؤلاء الجنرالات يلتقون أسبوعيا في شبه حكومة خفية من وراء الستار تشرف عليه، والمسائل المدنية في الحقيقة التي تراها هي تنفيذ لهذه الإرادة الخفية.
ولكن ليسوا وحدهم لأنه هناك خلافات اليوم قوية ما بين ثلاثة أجنحة، فالجزائر تقليديا تقسم إلى ثلاثة أجنحة، عندما يكون الجناح الرئاسة قويا يختفي الجناحان: جناح المخابرات وجناح الأركان، وعندما يكون جناح الرئاسة ضعيفا يظهر هذان الجناحان أيضا وهما جناحا المخابرات وجناح الأركان، واليوم هناك خلاف شديد بين قيادة الأركان وقائدها بشكل خاص القايد صالح، وبين توفيق مدين ومن معه من جنرالات المخابرات.
هناك خلاف قوي، وأجنحة متشاكسة، القايد صالح موال لبوتفلقية ولذلك انت تراه في لقاءات مع بوتفليقة حتى هذا الأسبوع زاره القايد صالح، والكايد صالح من المفروض أنه لا توجد دولة مؤسسات هذا رقم 4 في وزارة الدفاع، فيه وزير الدفاع ووزير الدفاع المنتدب وفيه الأمين العام لوزارة الدفاع، ثم قد يأتي قائد الأركان، في الرتبة الرابعة أو الخامسة وطبعا هو الذي يلتقي بوتفليقة وهم من المقربين وقد زاره في باريس.
إذن الصراعات قائمة في جناح الرئيس الذي يقوده أخوه سعيد بوتفليقة، وفيه جناح القايد صالح المتحالف مع جناح الرئيس، وهناك جناح المخابرات، وداخل قيادات الأركان هناك بعض الخلافات، بمعنى أن قيادة الأركان ليست واحدة، صحيح القايد صالح موال لبوتفلقية، لكن بعض الجنرالات موالين لتوفيق مدين رئيس المخابرات، بمعنى فيه نوع من الانقسام، هؤلاء عموما هم من يشاركون في الحكم بشكل أو بآخر وإن كان القوة الرئيسية والقلب الحقيقي أو الجناح الأقوى هو جناح المخابرات…
http://m.hespress.com/interviews/87448.html
لمشاهدة الفيديو إضغط على الرابط التالي:
https://www.mohamedzitout.com/%D9%87%D8%B3%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D8%B3-%D8%B2%D9%8A%D8%AA%D9%88%D8%AA-%D8%AD%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AD%D8%AF%D8%A7%D8%AB-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%B5%D8%B1/