بإعترافه أن قمعا دمويا قد سلط علي المتظاهرين الجزائريين المسالمين في 17 أكتوبر1961، يكون الرئيس الفرنسي قد خطى خطوة في الإتجاه الصحيح بكل تأكيد. و لكنها خطوة صغيرة ومتأخرة للغاية…
إن المئات الذين أعدموا رميا بالرصاص أو إغراقا في نهر السين و معهم الآلاف الذين جرحوا أو عذبوا و عنفوا ذلك اليوم، لا يمثلون في واقع الأمر إلا قطرة في بحور الدماء الذين أغرقت فرنسا فيهم الجزائر و الجزائريين لما يزيد عن 132 عاما.
فلقد خاضت فرنسا،بإسم المهمة الحضارية، حربا بربرية من أقذر الحروب و أشدها بشاعة عبر التاريخ، قتل فيها الملايين بفضاعة قل نظيرها، بإعتراف مؤرخيها و جنرالاتها أنفسهم.
كانت حربا إستئصالية ضد الدين واللغة و الثقافة…حربا ضد الأرض و الإنسان و التاريخ…حربا ضد الإسلام و الأمازيغ و العرب…حربا ضد الجزائر و الجزائريين…حربا مازالت آثارها البائسة تعصف بالجزائر، 50 عاما بعد إسترجاع الأرض ولكن الوطن و الإنسان و الكرامة مازالوا أسرى عند بقايا الكولون، وهؤلاء ماأنفكت فرنسا تناصرهم بلاحدود و لاتزال.