هذه روابط بعض التدخلات المصورة، قمنا بتجميعها في صفحة واحدة تلبية للذين طلبوا ذلك، والتى تحدثت فيها عن الصراع المتجدد في هرم السلطة بين الأجنحة الحاكمة.

وهي أحاديث أو حوارات تقتصر على أبريل من هذا العام فما بعده، وهي الأشهر التى تعمقت فيها الخلافات إلى الحد الذي سربت فيه المخابرات، إلى الصحافة المقربة منها، ملفات فساد تتهم الشقيقين بوتفليقة بالضلوع في فساد كبير، و كان أخطرها تلك التي نشرت في يومي 23 و24أ بريل.

قبل ذلك، كانت التسريبات تخص أساسا المقربين من الرئيس، وعلى رأسهم شكيب خليل وحاشيته في سوناطراك وشركات كبرى أخرى، نهبت عدة مليارات من الدولارات على مدار أكثر من 10 أعوام حسب ما جاء في بعض ما سُرب.

منذ البداية تحدثت على أن الصراع عاصف هذه المرة، وأن أكثر الإحتمالات تنبئ أنه سينتهى “بمعركة تكسير العظام”، وأن أكثر الذين سيحسمون المعركة هم، داخليا جنرالات الأركان و خارجيا فرنسا و أمريكا.

و على سبيل المثال، تطرقت بكثير من التفصيل إلى من هم هؤلاء الجنرالات الذين سيحسمون الأمر، وأيضا الذين قد يتم إسقاطهم، وكان ذلك الحديث في 16 أبريل أي قبل أكثر من 10 أيام من إصابة بوتفليقة بالسكتة الدماغية.

كما تحدثت على إمكانية سقوط بوتفليقة نهائيا إذا لم يجمع “شروط النصر”، وجاءه المددالأمريكي-الفرنسي في الوقت الحرج. فعندماتأكدت القوتين الفاعلتين على الساحة الجزائرية، أقول هذا بكل مرارة وغضب، من أن توفيق و من معه قررا إسقاط بوتفليقة عندما “أوعزوا” لبعض”الأحزاب و التنظيمات و الصحافة و الخبراء” ليدعو صراحة لذلك، إستنادا للمادة 88 من الدستور، حينها تحرك السفير الأمريكي في الجزائر وقال صراحة ، ولكن بأسلوب ديبلوماسي مهذب، أن ،الولايات المتحدة تقف مع الشرعية التي يمثلها الرئيس بوتفليقة” وأن ،أي تغيير في هرم السلطة يجب أن ينتظر الموعد الإنتخابي القادم”.

ذهبت فرنسا ابعدمن ذلك، حينما صرح رئيسها، و في شكل تحذير مبطن و لكن قوي، أن “الصديق الرئيس عبد العزيز بوتفليقة سيعود لبلاده في أقرب فرصة و أنه سيكمل عهدته التي ستنتهى في أبريل 2014″ مضيفا”لدينا علاقات جيدة مع كافة أطراف الحكم في الجزائر”.

كان ذلك في 31 ماي، يومها قلت لبعض الأصدقاء، أن “جنرالات الدي أر أس قد تلقو صفعة غربية منسقة، وأنهم سيتراجعون عن الإطاحة ببوتفليقة، ويحاولون ربما أن يصلوا معه إلى إتفاق بمقتضاه يكمل الأشهر المتبقية ثم يرحل”.

في نفس الوقت، على مإتضح الآن، كان السعيد و من معه من الجنرالات و المستشارين، يخططون للإطاحة بجنرالات التوفيق و قد تلقوا دعما حاسما من القوى الغربية، التي تمسك جنرالات “الجهاز” من رقابهم وأكثرهم إن لم يكن كلهم، متورط في جرائم ضد الإنسانية سنوات الحرب القذرة.و الواقع أن هذه معركة على أبواب أن يسدل الستار عنها، ولكن حرب العصب والأجنحة ستستمر و قد تشتد، وذلك لعدة إعتبارات من أهمها، أن الجنرالات الذين سقطوا لهم قوة كبيرة على الإزعاج ولهم عدد كبير من المخبرين و العملاء و العناصر التي تدين لهم بالولاء، و الأهم من ذلك، أنه في أي مكان فيه “نظام حكم” سيكون هناك صراع بين البشر، الفرق فقط أن الأنظمة الديمقراطية تحكمها، في الغالب الأعم، قواعد شفافة يحترمها الجميع لإدارة الصراع واللجوء لللآليات المتفق حولها مسبقا لحسم الخلافات و الصراعات، في حين أن الأنظمة الديكتاتورية تحسم الصراعات بين مكوناتها، بالخديعة والمكر وفي كثير من الأحيان بالعنف والقتل.

ما قلته أو كتبته إستند على قليل جدا من المعلومات، ولكن على كثير من التحليل والإستقراء ومحاولة فهم ما يجرى و توقع ما يحدث.

ولقد تحقق أكثر ما قلت، وإن لم يكن كله، وليس ذلك ذكاء مني أو تنبأ أو علما خاصا، وإنما محاولات إستشراف لواقع أعيشه بكل أعماقي منذ ما يزيد عن 20 عاما، وقبل ذلك وبعده توفيق من الله، أدعو الله أن ينعم به علي دائما، وعلى كل من يريد الخير للوطن، بل للناس جميعا أين ما كانوا.