لندن ـ خدمة قدس برس،
شكك العضو المؤسس في حركة “رشاد” الجزائرية الديبلوماسي السابق محمد العربي زيتوت في دور الوساطة، للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بين فرقاء الأزمة السياسية في تونس، وأكد أن النظام الجزائري هو جزء من الثورة المضادة في العالم العربي المعنية بإخماد الثورات العربية وإجهاض أي تحول سياسي في العالم العربي نحو الحرية، وأنه ليس مؤهلا، ولا مقبولا، القيام بدور الوساطة بين القوى الثورية وخصومها من قوى الثورة المضادة.
وحذر زيتوت في تصريحات لـ “قدس برس” اليوم الثلاثاء (1|10) القوى الثورية التونسية من الانخداع بدور وصفه بـ “المشبوه” للنظام الجزائري في الأزمة السياسية الداخلية في تونس، مشيرا إلى دول إقليمية ودولية “تهدف إلى إجهاض الثورات الشعبية، وهذه القوى الإقليمية هي النظام الجزائري في المغرب الكبير والإمارات والسعودية في المشرق العربي، ومن وراء القوى الإقليمية قوى دولية على رأسها فرنسا التي لا تريد أن تفقد نفوذها في منطقة المغرب الكبير عامة وفي تونس تحديدا، الذي استمر لأكثر من 130 عاما جزءا منها عبر الاستعمار المباشر، وما تبقى عبر وكلاء لها في المنطقة”على حد تعبيره.
وأشار زيتوت إلى أن دور الوساطة ودعوة حركة “النهضة” باعتبارها أحد القوى التي تقود مرحلة ما بعد الثورة في تونس، هدفه الوقيعة بينها وبين شركائها في حكم تونس، وقال: “من الواضح أن استضافة حركة النهضة في الجزائر ومحاولة تطبيع العلاقات بينها وبين حركة نداء تونس، التي تعتبر عمليا الوريث الشرعي لنظام ابن علي، هدفه ليس فقط ترويض كبرى الحركات الثورية، وإنما أيضا الوقيعة بينها وبين باقي القوى الثورية، ومن هنا يجب الحذر، وأن تدرك القوى الثورية “الحاكمة” في تونس أن وحدتها وانفتاحها على القوى الثورية جميعها هو الذي سيمكنها من الاستمرار في قيادة المرحلة وصولا لتأسيس الانتقال الديمقراطي بالكامل، وهو الضمانة الوحيدة لنجاتها ونجاة الثورة التونسية، وأن انخداعها بدور وساطة من قوى الثورة المضادة المحلية أو الإقليمية أو الدولية، سيكون خطيئة تاريخية لأن هدف هذه القوى هو تحطيم الثورة والإتيان على القوى الثورية الواحد تلو الآخر بما يضمن عودة دولة الفساد والاستبداد والعمالة”، على حد تعبيره.