كانت حرب الجنرالات ضد الأغلبية العظمى من الشعب حربا قذرة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى. في كتابه الذي أثار جدل كبير، يروى الملازم حبيب سوايدية، جزء من فصول تلك الحرب، التى قادها، في الغالب، جنرالات كانو يوما ما ضباط لدى الجيش الإستعماري، يقاتلون معه لكي تظل الجزائر فرنسية.
و من أبرز هؤلاء وزير الدفاع و قائد الإنقلاب خالد نزار، و الجنرال محمد العماري، هذا الأخير الذي لم يكن أكثر من مقدم في 1988، و كان يشغل منسق الأركان في أحداث إنتفاضة 5أكتوبر، ليصبح في 1994 فريقا، و هي أعلى رتبة في الجيش وأول مرة يصل فيها لواء جزائري لتلك الرتبة التي إستحدثها لنفسه إبتداء.
ومع دخول الإنقلاب في مصر يومه المائ، فإن من يريد أن يعرف أين يقود جنرالات مصر بلدهم وشعبهم فليطالع التجربة الجزائرية، و كيف حوًل جنرالات الجزائر وطنهم إلى جحيم أرضي، قُتل فيه أكثر من 200 ألف شخص، وهذا رقم رسمي إعترف به بوتفليقة نفسه في إخدى أحاديثه، وأعتقل عشرات الآلاف و خطف الآلاف و شرد الملايين بين الداخل و الخارج، والأخطر من كل ذلك في إعتقادي، الدمار الذي مس العقول والنفوس، والشرخ الذي تعمق داخل المجتمع الذي أصبح كما ضائعا يكاد يكون بلا معنى ولا أمل.
يقول الملازم حبيب سوايدية في الصفحة 188 من كتابه الحرب القذرة – الترجمة العربية – الذي نشره باللغة الفرنسية مطلع العام 2001 بباريس واصفا عمليات الإعدام خارج إطار القانون التي اقترفتها القوات الخاصة في حق مواطنين جرى اعتقالهم في مدينة الأخضرية صيف العام 1994:
حدث بعدها ما يحدث بشكل منهجي مع الأشخاص الموقوفين. يطلب رجال استخباراتنا كل مرة تعليمات من الجنرال امجاهد أو من رئيس أركانه العقيد شنقريحة. يتلقون عموما الأمر نفسه دوما: “هبطوه للواد”! وتعني “خذه إلى الوادي”، أي (قم بتصفيته)، (وليس بالضرورة عند حافة الوادي، بل يمكن القيام بذلك في أي مكان)
استخدم رؤساؤنا أيضا عبارات أخرى بالكاد كانت مشفّرة، لكي يأمروا بتعذيب السجناء بهدف الحصول على معلومات: “عالجوهم في أرضهم”.”استثمار في المكان” أو “استثمروهم”….وبعد هذا الأمر يتم إعدامهم.
ذلك المساء، نحو السادسة و النصف، أخرج الملازم عبد الحق و ضابطان من فوج الإستطلاه 25 (الملازم منير بوزيان و شمس الدين سعداوي) من الزنزانات؛ رئيس البلدية و المسجونين الخمسة معه (الذين أوقفوا قبله). كانوا في حالة يُرثى لها، مقيدين بسلك حديدي ومعصوبي العيون. دفعوهم مثلما تُساق الدواب إلى المسلخ. في شاحنة تويوتا مغطاة (وهي عربة للبلدية وليست للجيش؛ كثيرا ما استخدموا هذا النوع من العربات لهذه “العمليات الخاصة جدا”). أمروني بالخروج في سيارة جيب مع نحو خمسة عشر رجلا لحمايتهم من بعيد. رأيتهم يتوقفون عند حافة واد يسر. أنزلوا الرجال الستة. أجبروهم على الركوع و قتلوهم الواحد تلو الآخر برصاصتي كلاشنيكوف في العنق. و تركوا الجثث في مكانها.
أنا أقول…..
……………سيدفعون الثمن واحدا تلو الآخر……و سترون بأم أعينكم……….و تعلمون أن الله يمهل و لا يهمل
بسم الله الرحمن الرحيم
**فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا**
وعلى اعتبار ان الامر صحيح وان الجنرالات الجزائرين متعاملين وخونة ولكن بقي سؤال ماموقع الكاتب من كل هذا ولماذا لم يقتل الى اليوم وهو ضمن خانة الخونة في نظر الجنرالات ثانيا بعد كل هذه السنين يطل علينا من فرنسا بكتابه فمامدى مصداقية الامر
عموما نحن نتفق اليوم على خيانة عديد الاطراف لقضية الوطن لقضية الجزائر المستقلة
ولكن نعاني من ضبابية كبيرة في تحديد من سايقود دفت القيادة مستقبلا دون ان نعيد استنساخ اخطاء الراحل هواري بومدين ونولي دولايب الحكم لمن كان عدوا بالاصل .
نفس الشيء كان يحدث على مستوى ولاية الأغواط.كان الأمن العسكري يقوم باخراج المعتقلين من مركز القطاع العسكري “السيكتور” الموجود قرب الضلعة .كنا نرى بأم أعيننا سيارة الحماية المدنية و خلفها سيارة الأمن العسكري وهي تتوجه نحو المناطق النائية في ضواحي المدينة,يتم امر المعتقلين بالهرب ثم يتم اطلاق الرصاص عليهم.تعود سيارة الحماية المدنية ادراجها وهي تحمل الجثث ,و نسمع في الغد عن قتل ارهابيين خطرين, و احيانا يتم عرض جثث “الارهابيين” في ساحة “رحبة الزيتون” لارهاب الأهالي.هذا غيض من فيض عن اجرام النظام في مدينة الاغواط الأبية.