يمرور اليوم، تكتمل مائة يوم منذ أن أقدمت مجموعة من عسكر مصر، و بدعم خارجي سافر، على الإنقلاب على إرادة الشعب المصري.
إرادة ثورية إبتداء، عندما خرجت جماهير الشعب في واحدة من أكثر الثورات سلمية وعفوية، فأسقطت طاغية فاسد و مفسد أذل شعبه وأخضع بلده للقوى الكبرى و الصغرى لما يزيد عن 30 عاما. ثم إرادة إنتخابية أكدتها الغالبية العظمى 5 مرات متتالية، في إنتخابات شهد العالم أجمع بنزاهتها وصدقيتها، لأول مرة في تاريخ مصر الملبد بحكم الإستبداد عبر التاريخ إلا فيما ندر.
و ما كان لكمشة من الجنرالات أن ينقلبوا على وطنهم و يبيدو الآلاف من شعبهم في مجازر بشعة ويقهروا بلدا كبيرا تمتد حضارته لتاريخ عميق، لولا دعم قوي من قوى الفساد و الإستبداد العربية، ممثلة أساسا في أمراء البترول الخليجي، والذين أعلنوا عداءهم الوجودي، بوقاحة قل نظيرها، للشعوب التي راحت تحطم قيد الإستحمار الداخلي الذي خنق المنطقة العربية كلها، خنقا لا يقل بؤسا عن زمن الإستعمار المباشر.
إن عصابات البترول الخليجية، الإماراتية و السعودية خصوصا، لن تسمح بوجود شعوب عربية حرة لأن ذلك سينهى حتما ووجودها الجاثم على صدر الجزيرة العربية، مهد الإسلام، الذي جعل العرب في قلب حضارة إسلامية سادت لما يزيد عن ألف عام.
إنها عصابات صنعها الإستعمار الغربي عندما آن رحيله الحتمي لتبقى خادمة له، تنهب ثروات الشعوب و تدلي بأكثرها لقوى الإستكبار العالمي، التي تُؤًمن و تحفظ، بالمقابل، وجودهاالآثم والظالم.
و لكن هيهات، فهذه العصابات النفطيةالتي تسعى لتخريب ثورة الشعب السوري الذي يصارع زميل لهم في الرداءة و اللإستبداد والإجرام، لن تتمكن من قهر شعب مصر الذي أثبت بعد أكثر من مائة يوم على الجريمة العظمي، أنه لا يلين و لا يستكين في مواجهة قوى الإنحلال و الفساد والنهب الذي إستعبدته لعشرات السنين، وأنه لن يفرط في ثورته التي رسمت له طريق الحرية والكرامة و الشموخ.
و عبثا تحاول قوى الرداءة و العمالة المصرية، المدعومة من لصوص البترول الخليجي و لصوص الأرض الصهاينة و لصوص المالي العالمي، فإنها لن تخضع هذه الأمة التي تنتفض في وجه مستعبديها من أبناء جلدتها، كما إنتفضت في ملاحم كبرى في وجه المستعبد الغربي قبل نصف قرن من الزمن.